[email protected] بالقدر الذي جاءت فيه أراء الدولي المغربي السابق عزيز بودربالة بخصوص كرة القدم المغربية نزقة، طرية ولامعة، وأحدثت رجة كبيرة في الوسط الكروي، فإنها في الوقت نفسه أكدت أن هناك قوات احتياطية يتم تحريكها بآلة التحكم عن بعد لإعادة رسم خريطة الكرة المغربية، وللدفاع عن هذا المسير أو ذاك وغسل خطاياه وإضفاء هالة من القدسية عليه، ليصبح فوق النقد وخارج التصنيف. عندما فتح بودربالة النار على أوزال بصفته رئيسا للمجموعة الوطنية، وانتقد طريقته في التسيير طيلة 14 سنة،لم يكن يعتقد أن كلماته المالحة التي عبر بها عما يحس به من ألم ستتحول إلى سيف يطارده، وستكشف الوجه الحقيقي لبعض المتسلطين على المشهد الكروي. لقد ظهر أن هناك قوات احتياطية في صفوف منخرطي الرجاء، تعتبر أوزال منزها عن الخطأ ولا تتردد في القول إن انتقاده كأنه إساءة للرجاء، دون أن يدركوا أنه عندما تكون منخرطا، فلا يجب بالضرورة أن تكون «حياحا» تصادر آراء الآخرين وتتحرك بآلة التحكم عن بعد، ودون أن يدركوا أن انتقاد مسير رجاوي أو ودادي يتحمل مسؤولية تدبير الشأن الكروي لا يعني الإساءة لهذا الفريق أو ذاك. لقد كشفت تصريحات بودربالة أن هناك قوات احتياطية داخل المجموعة الوطنية نفسها، ذلك أن أعضاءها لم يترددوا في إعلان مؤازرتهم اللامشروطة لأوزال، وكأن الرجل تعرض لعدوان غاشم، وبدل أن يبحثوا عن سبل الدفع بكرة القدم المغربية، فإنهم لم يترددوا في تقديم فروض الولاء والطاعة لولي النعمة، بل إن مسيرا متابعا في ملف الفساد الانتخابي قال دون حياء، إنه يعتبر التعرض لأوزال مسا بجميع أعضاء المجموعة الوطنية. لقد كشف بودربالة أيضا أن للقوات الاحتياطية خيمتها الواسعة داخل قبيلة الصحفيين، وأن المرافعة باسم أوزال وتقمص هيئة الدفاع لا تحتاج إلا لمسة زر. إن ما قاله بودربالة كان دويا حقيقيا، لكنه في الوقت نفسه أكد أننا أمام مأساة من نوع خاص تشبه حالة فقدان الذاكرة قبل استعادتها فتظهر فوضى الأشياء ولعنتها وخرائبها. فبودربالة الذي بلل القميص الوطني بالدم والعرق ل14 سنة وصنع أفراح المغاربة، لم يتردد البعض في جلده بشكل علني، فقط لأنه انتقد أوزال. شكرا بودربالة، فصراحتك، جرأتك صدقك، كشفوا الوجه الحقيقي لكثيرين، وأكدوا أن الكرة المغربية تحتاج لسنوات ضوئية قبل أن تلامس أولى خيوط الإصلاح، مادام أن كثيرين يرون فيها مجرد جسر يعبرون من خلاله لتحقيق مصالحهم الشخصية.