[email protected] على امتداد المساحة الزمنية للحوار الذي أجرته «المساء» مع الدولي السابق عزيز بودربالة في عدد أول أمس، بدا الرجل كما لو أنه ينزف دما وهو يتحدث عن واقع الممارسة الكروية بالمغرب، وعن تراجع المنتخب الوطني، ثم وهو يحدد أسماء الأشخاص الذين يجب عليهم أن يرحلوا عن الجامعة، قبل أن يقول إن امحمد أوزال رئيس المجموعة الوطنية ونائب رئيس الجامعة عليه أن يقدم استقالته وهو الذي قضى 15 سنة في تسيير الشأن الكروي، دون أن يدفع بالممارسة الكروية قدما. وإذا كان لافتا للانتباه أن بودربالة تحدث بصدق وبألم ودون حسابات، فإن ما كان مفاجئا هو احتجاج بعض منخرطي الرجاء على بودربالة لكونه طالب أوزال بتقديم استقالته، قبل أن يتحولوا إلى ناطقين باسم الجامعة، وهم يؤكدون أن جميع القرارات يصادق عليها المكتب الجامعي، وأن أوزال ليس وحده الذي يقوم بتسيير الشأن الكروي. ومثلما تساءل بودربالة، فإنني أطرح السؤال نفسه، هل أوزال فوق النقد، وهل أصبح من مقدسات هذا البلد؟ و لماذا قدمت هذه المجموعة من المنخرطين مرافعتها نيابة عنه، و أليس الرجل قادرا على الدفاع عن نفسه؟ ثم إن بودربالة لم ينتقد أوزال الشخص وإنما أوزال المسؤول الكروي، كما لم ينتقده وهو يمارس مسؤولياته داخل الرجاء، وإنما داخل الجامعة. وإذا لم يجهر بودربالة برأيه، وهو الذي حمل القميص الوطني لمدة 14 سنة، ومارس الكرة في كافة مستوياتها فمن سيتحدث عن واقع الممارسة الكروية بالمغرب، هل قبيلة المسيرين الذين وجدوا في الكرة جسرا يعبرون من خلاله لتحقيق مصالحهم؟ إنه السؤال الذي ينتظر من يجيب عنه، لأن إلجام الأصوات وإخراسها لم يعد مجديا في وقت تحصد فيه الكرة المغربية الهزائم و الخيبات، كما أن الدفاع عن الغير بالوكالة ليس له معنى. في الدول التي تحترم رياضييها، عندما يتحدث ممارس سابق لديه حضوره وإنجازاته، فإن الجميع ينصت له، لأنهم يعرفون أن ابن الميدان هو الذي يتحدث، أما لدينا نحن فالمنخرطون والمسيرون تعودوا على أن يظل الرياضيون صامتين، يرقبون كل شيء دون أن يبادروا لنقد واقع الحال. لذلك فعندما يتحدث اسم وازن من حجم بودربالة، بلل القميص الوطني بالعرق والدم على امتداد 14 سنة وساهم في رسم صفحات مضيئة في تاريخ الكرة المغربية، فإن علينا جميعا أن نصمت، وأن ننصت للرجل، قبل أن نبدأ في مناقشة ما يقول، أما كيل الاتهامات وفتح النار دون حساب، فإنه لن يخدم الكرة المغربية ولن يدفع بها قدما، بالقدر الذي سيعيدها مراتب كثيرة إلى الوراء.