[email protected] مسرحية لعب الدراري التي قدمتها فرقة مسرح «أفروديت» في بداية سنة 2000 عكست في مضمونها صراع الأجيال ووقوف الحرس القديم ضد كل محاولة للجيل الجديد في الحياة، لكن هذا الجيل استطاع فرض الأمر الواقع ليفرض رؤيته في تدبير شؤونه اليومية. بين «لعب الدراري» في المسرحية وما يحدث من لعب في جامعة الكرة أكثر من خيط رابط، فكأن جامعة الكرة تتلذذ بحرق أعصاب المغاربة، ففي الوقت الذي كان مقررا أن يتم الإعلان أول أمس الثلاثاء عن المدرب الذي سيقود المنتخب الوطني في المرحلة المقبلة، فإن الجامعة اختارت مرة أخرى لغة التأجيل، لتضيف حلقة جديدة إلى مسلسل الإعلان عن المدرب الوطني، ولنصبح أمام «لعب الدراري». إن في الأمر شيئا لا يريح والكثير من علامات الاستفهام التي لن نحتاج إلى جهد كبير لفك رموزها، كما أن فيه إشارات واضحة إلى المدرب الوطني بادو الزاكي بأن تجربته المقبلة مع المنتخب ستكون شاقة جدا، وسيجد نفسه كما لو أنه يمشي فوق حقل ألغام قد يتفجر في أي وقت، فأعداء النجاح وصانعو النكبات لازالوا يترصدونه، لذلك اختاروا أن يخنقوا فرحته بالعودة إلى المنتخب، ويؤجلوا إعلان التعاقد معه. عندما تعاقدت جامعة الكرة مع الفرنسي هنري ميشيل خلفا لامحمد فاخر، لم تكن الجامعة في حاجة إلى كل هذا المسلسل، بل إنها أعلنت القرار، وسارعت إلى عقد ندوة صحفية هللت وطبلت فيها للوافد الجديد، معتبرة أنه المنقذ للكرة المغربية وللمنتخب، والفارس الذي لا يشق له غبار، قبل أن يغرق الفرنسي مركب المنتخب في بحر الكأس الإفريقية بغانا، ويجعل من لاعبيه صيدا سهلا لبقية المنتخبات. أما عندما أدركت الجامعة أن المدرب المقبل لن يكون أجنبيا، فإنها اختارت عن قصد أن تطيل حلقات الاختيار، وأن تشعل نار الخلاف بين المدربين المغاربة، قبل أن تجد نفسها ملزمة باختيار الزاكي، لذلك وجد عدد من الأعضاء الجامعيين ورئيس الجامعة أنفسهم في موقف حرج، فالرجل الذي رفضوه وأقسم بعضهم أنه لن يعود، وضعهم في موقف حرج، وحولهم إلى كومبارس يتابعون مسلسل اختيار المدرب الوطني، دون أن يكون القرار بأيديهم، لذلك لم يجدوا من وسيلة لجر أذني الزاكي ورد الاعتبار لأنفسهم غير تأجيل اجتماع المكتب الجامعي، دون أن يضعوا في الحسبان أنهم يتلاعبون بمنتخب يقود أحلام شعب بأكمله، فموعد مباراة بلجيكا الودية على الأبواب، ولازال المنتخب الوطني بدون مدرب يقوده في هذه المباراة، كما أن تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا لا تفصلنا عنها إلا مدة قصيرة. إن رسالة الجامعة للمدرب المقبل واضحة، فبدل أن يجعلوه يفجر عواطف المغاربة بالإنجازات، فإنهم يرغبون في وضع قنبلة موقوتة بين يديه قد تتفجر في أي وقت وتحول أحلامه إلى سراب. فإذا كان الجيل الجديد في مسرحية «لعب الدراري» خرج منتصرا، فهل يحدث هذا على خشبة مسرح الجامعة.