[email protected] لم يكن أشد المتشائمين يعتقد أن المنتخب الوطني لكرة القدم سيخرج صاغرا من الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا، ليجد نفسه في نفس الخط مع منتخبات بنين والسودان وناميبيا وزامبيا، فقد كانت مساحات التفاؤل بالتوقيع على مشاركة جيدة كبيرة، غير أن هذا التفاؤل سرعان ما تحول إلى توجس وخوف وقلق بعد الخسارة أمام غينيا، قبل أن تدق غانا آخر مسمار في نعش المنتخب الوطني وهي تلحق به إقصاء مذلا جعل الإحباط والحزن يتسرب إلى نفوس المغاربة، فالمنتخب الذي رحل إلى غانا فوق «العمارية» حل ضيفا خفيف الظل بأكرا وعاد إلى المغرب وهو يجر أذيال الخيبة رغم أن إمكانيات مالية كبيرة رصدت له. فما الذي حدث بالضبط؟ ومن يتحمل مسؤولية الإقصاء؟ وما الذي جعل اللاعبين يبللون القميص الوطني بعرق بارد؟ قطعا، فقبل أن يحمل المدرب الفرنسي هنري ميشيل مسؤولية الإقصاء بأخطائه التكتيكية الفاضحة وبعدم قدرته على إحداث الانسجام بين اللاعبين، فإن المسؤول عن هذا الإخفاق هي جامعة الكرة التي أجهضت أحلام شعب كان يبحث عن مساحة للفرح، وعن أمل ينير له ظلمة الطريق، فإذا به يعانق الانكسار، فقط لأن مصالح شخصية ضيقة حركت عددا من أعضاء المكتب الجامعي ودفعت برجالات الجنرال بنسليمان إلى فتح خط التفاوض مع هنري ميشيل وهو الذي قاد الكرة المغربية إلى حصد الخيبات أكثر من مرة، وأثبت إفلاسه التكتيكي منذ زمن. وبدل أن يحددوا معه بدقة الهدف من المشاركة في كأس إفريقيا، فإنهم لم يقيدوه بأي شيء، وتركوا له المنتخب الوطني يفعل به مايشاء، يقطعه، يخنق صماماته دون أن يطاله الحساب، وجعلوا من التأهل إلى كأس العالم 2010 هدفا وحيدا، ليعطوا للرجل فترة زمنية أكبر يلتهم فيها أموال المغاربة وينالوا نصيبهم عدا ونقدا. عندما كان بادو الزاكي مدربا للمنتخب الوطني لم تتردد الجامعة في وضع مطالب تعجيزية أمام الرجل، رغم أنه كان بصدد بناء منتخب قوي، فقد وجد نفسه ملزما بالتأهل على أقل تقدير إلى الدور نصف النهائي لكأس إفريقيا بتونس 2004، وإلا فإنه سيجد نفسه فوق مقصلة الإقالة. وعندما نجح في مهمته وقاد المغرب إلى المباراة النهائية، وجد أمامه حقولا من الألغام ونصبت في طريقه الكثير من الفخاخ، قبل أن يجد نفسه خارج المنتخب الوطني، بالرغم من أنه كان قريبا من التأهل إلى مونديال ألمانيا2006 لولا أن حسابات خارج الملعب حرمته من ذلك. وتكرر السيناريو ذاته مع امحمد فاخر، فرغم أنه أهل المنتخب الوطني إلى نهائيات غانا دون خطأ، فإنه أرغم على الرحيل، وعلى عدم الحديث للصحافة بخصوص أسباب الرحيل لتفتح الأبواب أمام هنري ميشيل. لذلك فإنه قبل المطالبة برحيل ميشيل، فإن من يجب أن يرحل أولا هي جامعة الكرة برئيسها حسني بنسليمان وبرجالاته الذين عليهم العودة إلى الثكنات وبأعضاء المكتب الجامعي الذين أغرقوا الكرة المغربية ولايفكرون إلا في مصالحهم الشخصية فقط.