[email protected] غير فوز المنتخب المصري بلقب الكأس الإفريقية الذي كان العنوان الأبرز لنهائيات غانا التي أنزلت الستارة على منافساتها الأحد الماضي، فإن الدورة أفرزت مجموعة من العناوي الفرعية كان أبرزها الإفلاس التكتيكي للمدرسة الفرنسية، في مقابل تألق المدربين المحليين. لقد رمى المدربون الفرنسيون بثقلهم مع انطلاق البطولة، غير أن حضورهم سرعان ماخفت مع اشتداد المنافسة، وكان القاسم المشترك بينهم عدم قدرتهم على وقف النزيف الدفاعي، رغم أنهم قادوا منتخبات تتوفر على لاعبين لديهم حضورهم الوازن. لقد فشل هنري ميشيل في قيادة المنتخب الوطني إلى أدوار متقدمة رغم أن الترشيحات وضعته ضمن خانة المنتخبات المرشحة للمضي قدما، بل إن شباك المغرب استقبلت ستة أهداف في ثلاث مباريات، وهي سابقة في تاريخ المشاركات المغربية، فقد كان خط الدفاع أحد أكبر نقاط القوة بالنسبة للمغرب، لكنه تحول مع ميشيل إلى شارع مفتوح بدون علامات مرور. والسيناريو ذاته تكرر مع المنتخب التونسي الذي قاده روجي لومير، فرغم أن نسور قرطاج بلغوا الدور ربع نهائي، إلا أن مرماهم اهتزت ستة مرات. المنتخب السنغالي الذي يتوفر على لاعبين يمارسون بكبريات الأندية الأوروبية خرج مع ذلك من الدور الأول، فمدربه الفرنسي كاسبرجاك أثبت عجزه، ودفاعه تمت مغالطته ستة مرات، وكأن الرقم ستة قدر أسود للمدربين الفرنسيين. ولم يكن المنتخب الغيني الذي قاده روبير نوزاري أفضل حالا، فقد خاض مبارياته بدفاع مهلهل، وكان تأهله إلى الدور الثاني وبالا عليه، إذ خسر بخمسة أهداف لصفر أمام الكوت ديفوار، وفي المحصلة النهائية فقد ودعت غينيا المنافسة بسيناريو كارثي، فمرماه كانت صيدا سهلا لبقية المنافسين، واهتزت عشرة مرات. المننتخب المالي كان هو الآخر نموذجا صارخا لفشل المدرسة الفرنسية، فهذا المنتخب الذي قاده جان فرانسوا جودار، كان قريبا من التأهل إلى الدور الثاني، إذ كان يحتاج إلى التعادل في مباراته الأخيرة أمام الكوت ديفوار، بمعنى أنه كان مطالبا بإغلاق المنافذ الدفاعية، لكنه خسر بثلاثية نظيفة وودع المنافسة. غير أن الفشل الذريع هو الذي كان لجيرار جيلي مع المنتخب الإيفواري المثقل بالنجوم، والذي يتوفر على قوة هجومية ضاربة، فهذا المنتخب الذي كان مطالبا بالفوز باللقب ولاشيء غيره خسر في الدور نصف النهائي برباعية أمام مصر، واستقبل تسعة أهداف في البطولة، ماطرح علامات استفهام كبيرة بخصوصه. ورغم أن خلاصات التقنيين أثبتت أن المدرسة الفرنسية، لم تعد هي الخيار الأمثل للمنتخبات الإفريقية، فإن مسؤولي جامعة الكرة بالمغرب، لازلوا يذوبون عشقا في المدربين الفرنسين، وكأنهم يملكون عصا سحرية يقولون بها للنتائج كن فتكون. إن من لايحتكم للإفرازات التقنية لدورة غانا عندما يريد اختيار مدرب للمنتخب الوطني، فإنه كمن يعاكس التيار ولاتهمه مصلحة المغرب، فمن هذه الدورات يجب أن نستوعب الدروس، لاأن نعيد إنتاج نفس الأخطاء.