تحتضن كازينوفيا (ولاية نيويورك)، حتى نهاية غشت الجاري، معرضا لصور فوتوغرافية تبرز روعة المناظر الطبيعية المغربية والتنوع البشري والثقافي للمملكة، أنجزها زوجان من المتطوعين الأمريكيين الشباب في هيئة السلام ختما للتو مهمة دامت أزيد من سنتين في المغرب. "" ويرصد كل من كريستين ودافيد لافيفير، في معرض يضم عشرات من الصور تحت عنوان " المغرب: المكشوف (جزئيا)"، أهم الذكريات التي طبعت ذاكرتهما خلال مقامهما في المملكة، فضلا عن جمال وتنوع الثقافة والمناظر الطبيعية المغربية. وأوضحت كريستين لافيفير، التي عادت مؤخرا رفقة زوجها إلى الولاياتالمتحدة في ختام مهمة لمدة 27 شهرا في قرية تونفيت (إقليمخنيفرة) على سفوح قمم الأطلس الكبير المكسوة بالثلوج، لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "هذا المعرض يتوخى إطلاع الأمريكيين على المغرب. صور لتمويل مشاريع تنموية وأوضحت كريستين، أن عائدات هذا المعرض ستساهم في تمويل مشاريع أطلقتها هيئة السلام في تونفيت التي اشتغل فيها الزوجان كمتطوعين بيئيين، كما شاركا في العديد من المشاريع التنموية المحلية. وتابعت "اشتغلنا مع المندوبية السامية للمياه والغابات حول برامج تحسيسية بيئية وعملنا على تحسين قدرات الجمعيات المحلية عبر تمكينها من المشاركة في ورشات حول خلق وتدبير المشاريع". ولم يحدد الزوجان لدى تعبئتهما لاستمارة التسجيل للانخراط في هيئة السلام أية وجهة معينة، حيث تم تعيينهما في تونفيت فقط بعد انتهاء الفترة التدريبية التحضيرية التي خضعا لها. وقالت كريستين، بنبرة الحنين، "لقد عشقنا هذه القرية ونسجنا فيها علاقات وثيقة مع الأسرة التي استقبلتنا ومع عدد من سكان" هذه المنطقة، معربة عن تأثرها العميق ب"حسن الضيافة وبكرم" المغاربة. وأضافت هذه السيدة التي ولدت بولاية فيرجينيا وتبلغ من العمر 30 عاما، والتي تستعد للانتقال إلى ولاية كاليفورنيا حيث سيعمل زوجها المتخصص في شؤون البيئة بوزارة التدبير المجالي في هذه الولاية، "أستطيع أن أحدثكم لساعات طويلة حول ما قمنا بتلقينه للسكان وحول ما تعلمناه منهم كذلك. فما اكتسبناه على المستويين الإنساني والثقافي سيظل راسخا في الذاكرة ". نفس القيم المشتركة وقد استفاد سكان تونفيت ولا سيما النساء من جاهزية الزوجين الشابين ومهارتهما، لأنهما ساهما كذلك في برنامج لتكوين القابلات في العالم القروي نظمته وزارة الصحة بهدف خفض نسبة وفيات الأمهات والأطفال في المنطقة. وأوضحت كريستين أن المهمة الأساسية لهيئة السلام هو تشجيع الصداقة والسلام بين الشعوب، وتقديم الدعم التقني للساكنة المحلية وتشجيع التبادل بين الثقافات ومعرفة الآخر. وأكدت أن "الفترة التي قضيناها في المغرب مكنتنا من معرفة الكثير من الجوانب المتعلقة بالإسلام"، مضيفة أن "جزءا من تجربتنا الذي نتمنى مشاطرته مع مواطنينا يتعلق بالإسلام، لأن العديد من الأمريكيين لا يدركون بعد قيم هذه الديانة". وأعربت عن أملها في أن تساعد إقامتها بالمغرب الآخرين "على إدراك أنه لا توجد سوى أشياء قليلة تفصل الشعوب عن بعضها البعض". وخلصت إلى القول "إننا نتقاسم نفس القيم الإنسانية ونفس الآمال والأحلام بالنسبة لأسرنا وأطفالنا".