شهد مهرجان الوطني للفيلم بطنجة، مساء السبت، عرضا للفيلم القصير "أنين صامت" لمخرجته الشابة مريم جبور، الذي ينافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، ويعكس بصمة فنية تتناول موضوعات إنسانية معقدة من خلال قصة عميقة ومؤثرة. وتدور أحداث "أنين صامت" حول قصة شاب يدعى "يونس" يعاني من اضطراب التوحد، ويقطن رفقة والده "إدريس" في بيت متواضع، وهو يعيش في عالم خاص به، حيث اعتاد البقاء وحده في غرفة شبه مظلمة بين ألواح خشبية ومسامير يصنع منها مراكب صغيرة، في الوقت الذي يقضي والده يومه في الصيد. ومن حين لآخر يدخل الشاب "يونس" في نوبات حادة يستعصي على والده إخراجه منها، فيلجأ في معظم الأحيان إلى طرق تقليدية لعلها تخفف عنه نوباته. وفي تصريح لهسبريس قالت المخرجة مريم جبور إنها سعيدة بعرض شريطها "أنين صامت" في مهرجان طنجة، الذي تعتبره، كبقية المخرجين الشباب، من أهم المهرجانات التي يجب عليهم تسجيل حضورهم بها، ووضعها أمام أعينهم خلال تصوير أفلامهم. وتابعت أن الفيلم يروي معاناة المصابين باضطراب التوحد وآبائهم، مضيفة أن هذا الموضوع سبق التطرق إليه في مجموعة من الأعمال المغربية، لكن كان التركيز فيها على الأمهات على اعتبار أنهن من يتكفلن برعاية أبنائهن المصابين بهذا المرض في غياب الأب الذي يتم وضعه على الهامش، فيما تكون هناك بعض المواقف التي يكون فيها الأب حريصا على لم شمل عائلته. وأشارت المخرجة إلى أن الفيلم يتطرق أيضا إلى جهل سكان القرى والبوادي بمرض التوحد فيتوجهون إلى الرقاة الشرعيين ورجال الدين من أجل العلاج، مؤكدة على ضرورة القيام بحملات توعية من أجل تحسيس الناس ونصحهم. من جهته قال بطل الفيلم سعيد الدحماني إن المخرجة زميلة دراسته، مضيفا أنها كتبت السيناريو على مقاسه لأنها رأت أنه يستطيع تجسيد دور الشاب "يونس" المصاب بالتوحد. وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن الفيلم يسلط الضوء على اضطراب التوحد لكي يكتشفه الناس مبكرا ولا يعتبرونه مسا أو سحرا، بل مرضا يجب علاجه، مضيفا أنه لم يجسد مثل هذا الدور المركب من قبل لكونه يمثل حالة نفسية. وأبرز أن الاشتغال مع مخرجة العمل أعطتهم كممثلين طاقة إيجابية، وتركت لهم مساحة خاصة من الإبداع لكي تكون النتيجة في المستوى. وترك فيلم "أنين صامت" انطباعًا قويًا لدى الجمهور والنقاد الحاضرين، حيث تفاعلوا معه بشكل واسع وبتصفيقات حارة، مشيدين بحبكته والأداء القوي للممثلين، الذي يعكس قدرة السينما على التعبير عن القضايا الاجتماعية والنفسية.