المخرجة أسماء المدير ترصد قصة كاتب سيناريو خجول في شريط «الرصاصة الأخيرة» شبهت المخرجة المغربية الشابة أسماء المدير، العلاقة بين الممارسة السينمائية والدراسة الأكاديمية بالقصة المشهورة التي نصح فيها أبوتمام شابا رغب في نظم الشعر بحفظ مائة ألف بيت من جيد الشعر ثم نسيانها. ويبقى التكوين الأكاديمي على الرغم من ذلك مهما، تضيف أسماء المدير، التي تشارك بباكورة أفلامها القصيرة «الرصاصة الأخيرة» في المسابقة الرسمية للدورة 12 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، إلا أن رؤيا المبدع هي التي تحقق المتعة والجمالية، وإذا استطاع المخرج أن ينجح في فك شيفرات المتعة فقد ربح المشاهد بإدهاشه وإشراكه في الحكاية. وإذا كان الخطاب الجمالي موفقا، وهو في الغالب موجه للنقاد، تقول المخرجة في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يكون الإبداع موفقا بغض النظر عن التقنيات التي اعتبرتها وعاء وقالبا جميلا يصب فيه الفيلم. وفي تطرقها لتجربتها الفتية، أحالت المخرجة الشابة، وهي من خريجي المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري بالرباط، على تجارب سينمائية مغربية وأجنبية أسست لوعيها السينمائي من قبيل أعمال حكيم بلعباس ونبيل عيوش والمعنوني، ومارتن سكورسيزي وفرانسيس كوبولا، والسينما الإيرانية والكورية. ولا يمنع الانجذاب لروائع إبداع الفن السابع المخرج من بناء أسلوبه الخاص انطلاقا من هذه التراكمات، وهو ما يؤكد نظرية أبي تمام، تؤكد أسماء المدير، التي لم تخف أنها تبقى أسيرة لسحر الصورة، وقد حاولت في شريط «الرصاصة الأخيرة» إنطاق الصورة بكل حمولاتها الثقافية، وتنصت بجنون إلى خطاب الصور التي عشقتها منذ سن مبكرة. وبغض النظر عن القصة والسيناريو، تحرك الصورة ردود فعل استيطيقية لدى المتلقي، تبرز أسماء المدير، مذكرة بمرجعية السينما الصامتة، ورائدها شارلي شابلن، الذي استطاع على الرغم من غياب الصوت أن يثير أحاسيس جميلة لدى الملايين. وتستمد الصورة قوتها من «الأنا» وقدرة «الذات» على تحويل هم شخصي، أو»سر» يرغب المخرج في أن يشارك فيه المتلقي، إلى متعة تحقق إشباعا فنيا. وحاولت أسماء المدير، بعد مخاض عسير في «الرصاصة الأخيرة» الذي هو في الأصل مشروع نهاية الدراسة، أن تطور هذا المفهوم، مؤكدة أن حلمها الكبير هو إنجاز فيلم صامت باللونين الأبيض والأسود. وتحكي المخرجة في «الرصاصة الأخيرة» قصة كاتب سيناريو شاب خجول يعاني من إهمال عائلته وأصدقائه في الفصل الدراسي، يثور هذا الشاب ضد هذا الوضع فيلجأ إلى السلاح لتهديد كل من ساعد في تهميشه. يستهلك البطل محتوى المسدس في العديد من المواقف، لكنه يحتفظ برصاصة أخيرة يضع بها حدا لحياته. واعتبر عدد من الذين شاهدوا الفيلم أن تيمته جديدة، وهذا ما يميز الدورة 12 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، تؤكد المخرجة، فاختلاف المواضيع (الموسيقى، التاريخ، العزلة والوثائقي ...)، يخلق التنوع والنقاش.