علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصدر عليم، أن الاجتماع الذي عقدته القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة مساء أمس الخميس، بالرباط، مع الأمناء الجهويين ورؤساء المجالس الجهوية للحزب، وقيادات أخرى، عرف توجيه انتقادات حادة للحكومة وتعاطيها مع الأحداث التي شهدتها مدينة الفنيدق. وأكد مصدر الجريدة، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، أن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة "تشكلت لديها قناعة بأن الاختباء وراء وجود أعداء روجوا للأحداث غير صحيح؛ فرغم أن هناك أعداء يروجون هذه الأمور بالفعل إلا أنه في الوقت نفسه لدينا ظروف داخلية تساهم في الوضع"، بحسبه. وأفادت المعطيات ذاتها بأن قادة حزب الأصالة والمعاصرة يعتقدون أن الحكومة لم توفق في تقدير حقيقة الوضع بالفنيدق. وقال مصدر حضر الاجتماع: "لم يعط التقدير اللازم من الحكومة لخطورة الوضع، ولولا تحرك الأجهزة في الوقت المناسب لكانت الأمور أخطر وأسوأ". وشدد المصدر ذاته على أن "هناك توجها لدعوة كل مكونات الحكومة من أجل الانكباب على الملف لحله من جذوره، وإيجاد الحلول اللازمة لإشكالية التشغيل، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة". ودعت قيادة حزب الأصالة والمعاصرة في الاجتماع ذاته إلى ضرورة التواصل الميداني مع المواطنين لتوضيح الأمور. وشدد مصدر الجريدة على أن "وجهة نظر الحزب في الموضوع عميقة، وهي ألا نتهرب من المسؤولية في هذا الجانب، بل ينبغي أن نتواصل مع الساكنة في الميدان ونقف عند الحقائق ولا نهرب من هذه المواضيع". واستدرك المصدر ذاته: "صحيح أن هناك أعداء يروجون لهذه الأمور؛ لكن في الوقت نفسه لدينا ظروف داخلية تساهم في الوضع"، وزاد موضحا: "هناك أرضية دفعت هؤلاء الشباب والقاصرين بالخصوص إلى محاولة الهجرة، وجعلتهم يعتقدون أن الضفة الأخرى جنة". وأفاد المصدر عينه بأن "المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية فاطمة الزهراء المنصوري أكدت أمام الحاضرين أن الحزب لن يلقي باللوم على الآخر وفقط؛ نعم الآخر متورط في الموضوع وبعض الصحف والصفحات المجهولة، لكن الظروف الداخلية مواتية لمثل هذه الأحداث". وشددت قيادة "البام" على أهمية الوضوح في التعامل مع مثل هذه الأحداث، مقرة بأن الوضع يتطلب الانكباب بسرعة على معالجة ملف التشغيل والتراكمات الحاصلة لسنوات، وسجلت أن خروج موجات المهاجرين بهذا الشكل كان بسبب وسائل التواصل الاجتماعي.