بدأ العد التنازلي لعقد المؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، القوة الحزبية الثانية في المغرب، في الوقت الذي مازالت فيه القيادة تبحث عن صيغة توافقية للوصول إلى يوم الجمعة بمرشح وحيد يقود سفينة "الجرار" في السنوات الأربع المقبلة مصادر من داخل الحزب تحدثت إليها جريدة هسبريس الإلكترونية أكدت أنه إلى حدود منتصف نهار اليوم الإثنين، "لم يقدم بشكل رسمي أي اسم ترشيحه للأمانة العامة للحزب، التي فتح الباب أمام تلقي طلبات الترشيح بخصوصها منذ يوم الجمعة الماضي". وأضافت المصادر أن المشاورات جارية على قدم وساق حول الربان الجديد، معتبرة أن الأمين العام الذي سيقود الحزب بعد المؤتمر الخامس سيكون واحدا من الثلاثة: فاطمة الزهراء المنصوري، محمد المهدي بنسعيد ويونس السكوري. ووفق المعطيات التي حصلت عليها هسبريس، فإن "اجتماعا حاسما يرتقب أن يجمع قيادة الحزب مساء اليوم الإثنين للتداول في الأمر والتوافق بخصوص الأمين العام الجديد". وأكدت المصادر ذاتها أن المنصوري تواصل التشبث بموقفها الرافض حتى الآن وسط إصرار وتمسك المناضلين والقيادة بها، ك"شخصية مُوحِّدة وقادرة على إعادة ترتيب البيت الداخلي وجمع مناضليه المنسحبين"، إلا أن مصادر "استبعدت أن يدفع ذلك المرأة الحديدية في الحزب إلى القبول بكرسي القيادة". وأمام استبعاد المنصوري من سباق الأمانة العامة، توقعت مصادر هسبريس أن يشتد التنافس بين الوزيرين الشابين بنسعيد والسكوري، إذ إن الترشيحات التي كانت تصب في مصلحة وزير الشباب والثقافة والتواصل بعد انسحاب المنصوري من السباق باتت غير مضمونة، بعد ظهور وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات في الصورة. سمير كودار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الخامس لحزب الأصالة والمعاصرة، رفض تأكيد تلقي أي ترشيح لمنصب الأمين العام للحزب حتى اليوم، مقرا بأن هناك "اتصالات وتعبيرا عن رغبات للترشح من طرف 3 أسماء حتى الآن" من دون ذكرها. وأضاف كودار في تصريح لهسبريس حول مستجدات المؤتمر: "سنبقى موحدين، والحزب الوحيد الذي يحترم تاريخ عقد مؤتمراته منذ تأسيسه هو الأصالة والمعاصرة"، مؤكدا أنه "رغم كل ما يقال من أن الحزب يعيش أزمة وظروفا صعبة، إلا أنه يحترم الوقت وقادر على عقد مؤتمره يوم الجمعة". وترك كودار الباب مفتوحا أمام جميع الاحتمالات، عندما قال: "نتباحث ونتفاوض من أجل دخول المؤتمر بمرشح واحد متوافق عليه، لأن التوافق يبقى أرقى أسلوب في الديمقراطية، والتصويت يأتي في مرحلة أخيرة لحسم الموضوع"، في إشارة إلى أن المفاوضات صعبة بخصوص تحديد اسم الأمين العام الجديد للحزب. في غضون ذلك، لم تستبعد مصادر في حزب الأصالة والمعاصرة الأمين العام الحالي وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، من الصورة بشكل نهائي، وأشارت إلى أن الرجل "يمكن في أي وقت من الأوقات أن يغير رأيه ويقرر دخول المنافسة، خصوصا وأن الحزب في وضعه الحالي مخالف للمراحل السابق، لأنه مشارك في الحكومة".