تلقت أحزاب الأغلبية وفرقها النيابية انتقادات حادة بخصوص التزامها الصمت إزاء الأحداث التي عرفتها مدينة الفنيدق الأسبوع المنصرم، بسبب محاولات الهجرة الجماعية واقتحام السياج الحدودي الفاصل عن مدينة سبتةالمحتلة، الأمر الذي عده البعض "جبنا" و"انسحابا" يثبت "عجزها"، وهي الاتهامات التي رفضها رؤساء فرق الأغلبية جملة وتفصيلا. تعليقا على الموضوع قال محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، إن "مشكل الهجرة ليس جديدا، وإنما هي ظاهرة قديمة وستستمر"، مؤكدا أن "الحديث في السابق كان عن الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت التي خفت بفضل الجهود التي تبذلها السلطات المغربية". واستغرب شوكي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "بروز ظاهرة غريبة، تتمثل في أن أمرا غير قانوني يتم الترويج له بطريقة استعراضية"، معبرا عن رفضه التهم التي توجه للحكومة وتحملها المسؤولية عن الوضع. وزاد رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار مبينا في رده على انتقادات أحزاب المعارضة للحكومة التي يقودها حزبه: "نقول لبعض أحزاب المعارضة إن الوطن لا يجب أن يكون وقودا لجدالنا السياسي"، مؤكدا أن "ظرف وتوقيت العملية يطرح مجموعة من التساؤلات، وكيف أن قاصرين يغرر بهم في 'السوشل ميديا'، وأين دور الأسرة والمدرسة، ودورنا كسياسيين في مواجهة العبث الموجود في وسائل التواصل الاجتماعي". واستدرك المتحدث ذاته: "الجذور الاقتصادية ومسؤوليتها عن هجرة القاصرين يمكن أن تكون، ونحن لا ننكر أن هناك بعض القصور في جوانب ببعض المناطق، لكن من يغرر بالقاصرين ويوجههم نحو الهجرة؟"، معتبرا أن "الحكومة ليس عمرها 30 أو 20 عاما، وبالتالي فالوضع الحالي للشباب والقاصرين هو نتاج السياسات السابقة، على الأقل من 2011 إلى 2016′′، وزاد: "نتساءل عن المسؤول عن مليون ونصف المليون من الشباب الذين ليس لهم دبلوم أو شهادة". وشدد شوكي على أن "المعطيات السوسيو-اقتصادية ينبغي أن نحللها بموضوعية كسياسيين وفاعلين"، معبرا عن تقديره للعمل الذي قامت به السلطات وقوى الأمن في التصدي لمحاولات الهجرة الجماعية، إذ "تعاملت باحترافية مع الوضع"، وفق تعبيره. من جهته وصف أحمد التويزي، رئيس الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة، أحداث الفنيدق ب"المؤلمة"، مؤكدا أن أسبابها "متعددة، بعيدا عمن يريد أن يحمل هذه الأحداث ما لا تحتمل". وأضاف التويزي في تصريح لهسبريس: "الهجرة موجودة وستستمر، والمغرب سيواجه ضغطا كبيرا في المستقبل. وينبغي أن نكون يقظين، لأن جغرافيتنا لا يمكن أن نغيرها"، متوقعا أن "تكون هجرات أكبر في المستقبل، نظرا للجفاف والتغيرات المناخية والحروب في إفريقيا". وتابع رئيس "فريق الجرار" بمجلس النواب بأن "مافيا الهجرة السرية والتهريب الدولي للمخدرات وجهان لعملة واحدة، وستكثف نشاطها في بلادنا مستقبلا ولا نقاش في ذلك"، معتبرا أن "الجديد الذي ظهر في أحداث الفنيدق هو أن هناك قصرا وأطفالا أعمارهم أقل من 12 سنة، ما يدفعنا إلى التساؤل كيف عرف هؤلاء الهجرة؟". واستدرك المتحدث ذاته: "دعنا من الفقر والهشاشة الموجودين في عدد من الدول. المشكل الكبير في البلاد هو الانتشار الكبير لوسائط التواصل الاجتماعي والمؤثرين، وهو الأمر الذي يبقى غير مضبوط من الناحية القانونية. وعادة ما ينصت الناس لما هو سلبي"، معتبرا أن "هؤلاء يصورون البلد في عدد من المواقع على أنه يعج بالفوضى، ويدفعون بأن الفساد والريع هو الشائع وليس القانون"، وداعيا إلى "بذل المزيد من الجهد لضبط العملية والتحديات التي تطرحها".