أحيت الطريقة القادرية البودشيشية، ليل الاثنين-الثلاثاء بمقر زاويتها بمداغ بإقليم بركان، ذكرى المولد النبوي، بحضور الآلاف من مريدي ومحبي هذه الطريقة الصوفية، فضلا عن الزوار من مختلف مناطق المغرب. ومنذ الساعات الأولى من أمس الاثنين، بدأ توافد الحضور عبر مختلف وسائل النقل، بما فيها حافلات النقل العمومي، على قرية مداغ في اتجاه مقر الزاوية القادرية البودشيشية كما جرت العادة لدى كثيرين خلال هذا الموعد من السنة منذ ما يُشارف عقدين من الزمن. وتسود خلال اليوم الأخير من فعاليات الملتقى العالمي للتصوف، أو يوم "الليلة الكبرى" كما يسمّيه مريدو ومحبّو الطريقة القادرية البودشيشية، أجواء روحانية يكرّسها الزوار عبر الترديد المتواصل للأذكار والأناشيد الخاصة بالطريقة الصوفية، أفراداً ومجموعات، داخل القاعات والمساجد والضريح أو الباحات المحيطة بها. وبعد اختتام الدورة التاسعة عشرة للملتقى العالمي للتصوف، بدأ الحاضرون بالتوافد أفواجاً على "المسجد الكبير"، حيث تُقام "الليلة"، التي انطلقت الاحتفالات بها بعد الواحدة والنصف من صباح اليوم، برئاسة شيخ الطريقة جمال الدين القادري بودشيش. وفي كلمة بالمناسبة، قال شيخ الطريقة: "لقد حُق لنا وحُق لجميع المسلمين والمسلمات الاحتفال بعيد هذا الرسول صلى الله عليه وسلم"، قبل أن يوصي "المريدين والمريدات بالذكر والإكثار منه لأنه طاقة نورانية". وأضاف: "كما أؤكد لكم وأوصيكم وأوصي نفسي بالذكر الكثير والأذكار الجماعية وإعمار الزوايا باعتبارها روضة من رياض الجنة"، وفق تعبيره. ضمن الكلمة ذاتها، دعا الشيخ مريديه إلى "التفاعل الإيجابي مع عملية الإحصاء التي يشهدها وطننا الحبيب، وذلك بتوفير كل الظروف المناسبة لإنجاح هذه العملية لما لها من انعكاس كبير على مستقبل بلادنا"، قبل أن يختم بالدعاء ب"حفظ صحرائنا من كيد الكائدين ومكر الماكرين، كما ندعو الله تعالى أن يفرّج عن إخواننا الفلسطينيين ويرزقهم الأمن والأمان بحل الدولتين على يد هذا الملك الصالح المصلح وما ذلك على الله بعزيز". وبعد أن أنهى كلمته التي أعيد إلقاؤها مترجمة إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية لمخاطبة ضيوف الزاوية الأجانب، كان الحاضرون على موعد مع المجموعة الوطنية للسماع والمديح للطريقة القادرية البودشيشية التي يرأسها نجل شيخ الطريقة، معاذ القادري بودشيش، قبل أن يقوم الشيخ ليؤدي طقس "الحضرة" ومعه المريدون.