قضى الآلاف من مريدي الطريقة القادرية البودشيشية، "ليلة بيضاء" بمقر الزاوية الأم في بلدة "مداغ"، بإقليم بركان، في إطار احتفالات ذكرى المولد النبوي.. وقد ترأس شيخ الزاوية حمزة بن العباس، الذي يقود ها منذ فبراير 1972، الليلة الالروحية ودينية كبرى، بينما لم تدم مدة حضوره بجانب مريديه أكثر من ساعتين، ليغادر المكان نتيجة الإعياء الذي أحس به نظرا لحالته الصحية، بحكم كبر سنه البالغ 92 عاما. وقام مريدو الطريقة بتلاوة القرآن وختمه، وترديد أشعار "دلائل الخيرات"، التي هي من كتاب ألّفه محمد بن سليمان الجزولي المتوفى سنة 870 ه، وقراءة "صحيح البخاري"، و"كتاب الشفا" للقاضي عياض، وكتاب "الشمائل"، مع ترديد الحاضرين لمجموعة من الأذكار والأوراد الخاصة بالطريقة. وأدت "الفرقة الوطنية للسماح الروحي" التابعة للطريقة القادرية البودشيشية، مقطوعات من فن المديح والسماع الصوفي، كما تم عرض شريط وثائقي لأنشطة الطريقة خلال الموسم الماضي، ثم الختم بالدعاء الصالح.. وذلك أمام مشاركين بالاحتفالات يشكلون الآلاف من المريدين والمريدات القادمين من مختلف مناطق المغرب، وكذا العديد من الأجانب الذين جاؤوا من كل أصقاع المعمورة،خصوصا من الدول الأوروبية، وأمريكا والمكسيك ومدغشقر وجزر القمر، وأيضا من إندونيسيا وماليزيا، بالإضافة إلى مشاركة مجموعة من الوفود المنتمية إلى العديد من الدول العربية الإسلامية، بحسب المنظمين. وشهد الحفل في بدايته، كلمات تقديمية لمجموعة من العلماء الأجانب الذين حضروا إلى الزاوية، وكانوا من بين المشاركين في الملتقى العالمي التاسع للتصوف الذي نظمته الطريقة واختتم أشغاله، ليلة أمس الأحد، حيث أشاد هؤلاء في كلماتهم بدور الطريقة القادرية البودشيشية في إحيائها لذكرى المولد النبوي، و"التشبث بالسيرة النبوية". ويقول منير القادري بودشيش، حفيد شيخ الزاوية، إن "التصوف علاج إسلامي لمواجهة ظاهرة صناعة شباب متطرف ممن يفهمون الإسلام بطريقة معينة فيها الغلو والعنف".. فيما سجل، أمس الأحد، اصطفاف طوابير من المريدين والأتباع، الذين تملكتهم الرغبة في زيارة الشيخ حمزة، ورؤيته شخصيا، في محل إقامته بالزاوية والتبرك بالجلوس إليه، ولو لدقائق معدودة. والطريقة القادرية البودشيشية زاوية صوفية ظهرت في القرن الخامس للهجرة النبوية (1009 الى 1105)، على يد الشيخ عبد القادر الجيلالي، واكتسبت لقبها الثاني "البودشيشية" نسبة إلى الشيخ علي بن محمد، الذي كان يلقب باسم "سيدي علي بودشيش"، لكونه كان يطعم الناس خلال فترة المجاعة التي شهدها المغرب، أثناء حياته، بأكلة "الدشيشة". * وكالة أنباء الأناضول