انطلقت مساء أمس الأحد، في بلدة "مداغ"، بمدينة بركان، احتفالات ذكرى المولد النبوي، التي تنظمها الطريقة القادرية البودشيشية، إحدى أهم الزوايا الصوفية بالمغرب والتي تتوفر على مريدين من مختلف الجنسيات. ومنذ الساعات الأولى من صباح الأحد، بدأت الحافلات وسيارات المريدين تتوافد على مقرها المركزي للزاوية في بلدة "مداغ"، للمشاركة في إحياء "ليلة روحية ودينية كبرى"، يترأسها شيخ الزاوية القادرية البودشيشية حمزة بن العباس، الذي يقود الزاوية منذ فبراير1972 . ويتنافس المريدون القادمون من مختلف المدن المغربية، ومن دول أجنبية، في محاولة الولوج إلى إقامة الشيخ حمزة، للقاء به، والتبرك بالجلوس إليه، ولو لدقائق معدودة. يقول زكريا التمبوتي، القادم من مالي، الذي دأب على الحضور كل سنة إلى مقر الزاوية القادرية البودشيشية من أجل المشاركة في احتفالات ذكرى المولد النبوي، "أجد راحة كبيرة في حضوري لاحتفالات الزاوية من أجل الذكر والمحبة". وساهم توافد آلاف المريدين في خلق رواج تجاري في محيط الزاوية حيث تكونت سوق تعرض مختلف السلع والبضائع والمأكولات. وانتشرت العشرات من سيارات الدرك الملكي للسهر على حسن سير الاحتفالات وتنظيم حركة السير والمرور، كما تمت الاستعانة بمتطوعين من شباب الطريقة، لضمان حسن سير الاحتفالات. وتوقع المنظمون توافد أكثر من 600 ألف مشارك في احتفالات الطريقة القادرية البودشيشية، بذكرى المولد النبوي. وقال محمد الزهاري، عضو اللجنة المنظمة في تصريح سابق ل"الأناضول"، إن "التوقعات المتوفرة لدينا تشير إلى أن عدد الوافدين على هذا الموسم، قد يصل إلى أكثر من 600 ألف شخص من مريدي الزاوية من المغرب وأوربا وأمريكا وآسيا وبلدان أخرى". والطريقة القادرية البودشيشية زاوية صوفية ظهرت في القرن الخامس للهجرة النبوية (1009 الى 1105)، على يد الشيخ عبد القادر الجيلالي، واكتسبت لقبها الثاني "البودشيشية" نسبة إلى الشيخ علي بن محمد، الذي كان يلقب باسم "سيدي علي بودشيش"، لكونه كان يطعم الناس خلال فترة المجاعة التي شهدها المغرب، أثناء حياته، أكلة مغربية تسمى "الدشيش"، ومقرها الام زاوية في بلدة "مداغ"، بمحافظة بركان.