يعيش المعبر الحدودي لمدينة مليلية المحتلّة ببني أنصار، إقليم النّاظور، خلال هذه الأيام الأخيرة من شهر غشت، حالة اكتظاظ غير مسبوقة تزامنًا مع عودة الجالية المقيمة بالخارج، التي قضت عطلتها الصّيفية بأرض الوطن، إلى بلدان الإقامة. وأسفرت حالة الاختناق الشديد التي يشهدها المعبر الحدودي عن طوابير طويلة من العربات يضطرّ معها أفراد الجالية، وكذلك المقيمون بمدينة مليلية المحتلّة، إلى الانتظار لساعات، تصل في أقصاها إلى أزيد من عشر ساعات، قبل الوصول إلى الثغر الرازح تحت السّيادة الإسبانية. وعاينت هسبريس حالة الاكتظاظ التي يعيشها المعبر الحدودي، ووقفت على تذمّر عدد كبير من المتضرّرين الذين طالبوا بتدخلّ الجهات المسؤولة لإيجاد حلّ عاجل لهذا المشكل الذي يتكرّر كل عطلة صّيفية مع عودة الجالية إلى أرض الوطن ومغادرتها له. ولجأ المتضرّرون، خلال انتظارهم في الطّوابير الطويلة، إلى الاحتجاج بخلق حالة من الصخب بإطلاق أبواق السيّارات، فيما اضطرّ آخرون إلى الخروج من سيّاراتهم للشّكوى. وعلى الرّغم من المجهودات التي تبذلها السلطات المحلية وعناصر الشرطة والقوات المساعدة لتنظيم حركة المرور السّلس في المعبر الحدودي ببني أنصار، إلّا أن الإجراءات المشدّدة المعمول بها خلال عودة عدد كبير من الجالية في فترة متزامنة، إضافة إلى وفود مقيمين بمدينة مليلة لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بالنّاظور وغيرها... تعد عوامل رئيسية في خلق حالة الاختناق بالمعبر. وفي تصريح لهسبريس، قال عبد الحميد عقيد، نائب رئيس جماعة بني أنصار، إن حالة الاكتظاظ الشديدة التي يعيشها المعبر الحدودي ببني أنصار هذه السّنة، "تعود بالدرجة الأولى إلى عودة عدد كبير من أفراد الجالية إلى أرض الوطن خلال شهر غشت أساسًا، على عكس السنوات الفارطة". وأبرز المتحدّث أن "السلطات المغربية اقترحت على المسؤولين بحكومة مليلية المحتلّة فتح المعبر الحدودي بفرخانة بشكل استثنائي خلال الفترة الصّيفية لتخفيف الضّغط على معبر بني أنصار، أو على الأقل تخصيص معبر فرخانة للمقيمين بمدينة مليلية، إلّا أن المقترح قوبل بالرّفض، ليبقى الحال على ما هو عليه". وأكّد المسؤول ذاته أن السلطات المحلية المغربية تبذل مجهودات كبيرة لتسهيل الإجراءات وتنظيم عملية المرور بتخصيص أربعة ممرّات لأفراد الجالية العائدين إلى الدول الأوروبية، والاقتصار على ممر واحد بالنسبة للمقيمين بمدينة مليلية، إلّا أن "حالة الاكتظاظ مستمرّة بسبب العدد الكبير من العربات، خاصّة خلال عطلة نهاية الأسبوع: أيّام الجمعة والسّبت والأحد". ودعا نائب رئيس جماعة بني أنصار، في ختام تصريحه، إلى "إيجاد حلول عاجلة وأكثر جدية لوضع حدّ لهذا المشكل الذي يتكرّر باستمرار، وتسهيل إجراءات المرور أمام أفراد الجالية والمقيمين بمليلية وكل الوافدين لتشجيعهم على زيارة أرض الوطن، بدل وضع المعيقات والعراقيل أمامهم، وبالتالي حرمان المنطقة من فرص تحقيق السياحة والازدهار الاقتصادي".