في الوقت الذي تعيش فيه المعابر الحدودية ل»باب مليلية» على وقع ضغوطات ممتهني التهريب المعيشي، وأمام التدفق الكبير للمهاجرين الافارقة والسوريين الراغبين في الوصول الى «الفردوس المفقود»، تستعد السلطات المغربية والإسبانية لفتح معبر حدودي جديد بمنطقة «مولاريس» القريب من معبر الحي الصيني الذي يطلق عليه اسم «باريتشينو»، بغرض التخفيف من الاكتظاظ الذي تشهده المعابر الحدودية الثلاثة لمدينة مليلية المغربية المحتلة. وقالت مصادر ل»الاتحاد الاشتراكي»، إن الغرض من وراء هذه الخطوة، هو التخفيف من عمليات الدخول والخروج الى مليلية عبر معبر بني أنصار، من قبل الممارسين لأنشطة التهريب، بالإضافة الى الحد من ظاهرة الهجرة السرية نحو أروبا. وأشارت المصادر ذاتها الى أن «المعبر الحدودي الجديد الذي يفترض ان يتم الشروع في العمل به خلال الاسابيع المقبلة سيتم تخصيصه للمهربين فقط، فيما سيخصص معبر بني أنصار للمسافرين والمقيمين بمدينة مليلية». وعلمت «الاتحاد الاشتراكي» أن الاجراءات الخاصة بفتح المعبر الحدودي الجديد بلغت مراحلها الأخيرة، إلا أن مصدرا أمنيا أكد ل»الاتحاد الاشتراكي» أنه «ليس هناك أي قرار رسمي بهذا الخصوص»، مشيرا الى ان فكرة فتح المعبر الحدودي كان يروج لها منذ ما يزيد عن سنتين. يشار إلى أن المغرب وإسبانيا كانا قد توصلا أخيرا إلى اتفاق يقضي بفتح معبر ثالث بغرض تسهيل وتوفير الظروف المواتية لعملية العبور، خاصة مع اقتراب موسم عودة الجالية المغربية المقيمة بديار المهجر. وكانت السلطات الإسبانية قد أعلنت عن اتخاذ إجراءات أمنية لتنظيم حركة المرور بالنقطة الحدودية لبني أنصار، حيث منعت أصحاب الدراجات النارية والهوائية من دخول الثغر المحتل من ذات المعبر، محولة إياهم الى معبر فرخانة، وهو الإجراء الأمني الذي تم اتخاذه مباشرة بعد إجراء وزير الداخلية الإسباني أخيرا، زيارة ميدانية الى المعبر الحدودي لبني انصار. وتجدر الإشارة الى ان الشرطة الإسبانية أقدمت مؤخرا على تنظيم حركة المرور بمعبر بني انصار بالنفوذ الترابي الخاضع لسلطة شرطة الحدود المغربية، في خرق سافر للاتفاقيات الثنائية بين المغرب وإسبانيا المنظمة لعمل القوات العمومية بالمعابر الحدودية المتاخمة لمدينة مليلية المغربية المحتلة.