يواصل موضوع "ملتمس الرقابة"، الذي يلوح به حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بقيادة إدريس لشكر، إثارة الجدل في صفوف أحزاب المعارضة؛ فقد أغضبت إشارة المكتب السياسي لحزب "الوردة"، في بيان الاجتماع الذي عقده الأسبوع الماضي، إلى أن المبادرة لقيت "تجاوبا عمليا" بعض مكونات المعارضة. وجاء في بيان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنه "يحيي عاليا استمرار اللقاءات مع مكونات المعارضة البرلمانية من جهة، ومن جهة ثانية تطوير العمل المشترك مع حزب التقدم والاشتراكية، والذي استطاع في ظرف زمني قياسي أن يتموقع بالمعارضة في قلب المشهد السياسي وما يعرفه من مبادرات مصيرية تهم المجتمع والأسرة والدولة الاجتماعية". كما ذكر البيان بعمل المعارضة البرلمانية من أجل توفير "شروط ملتمس الرقابة على الحكومة الحالية"، وأضاف: "يخبر الرأي العام الوطني والحزبي بأن هذه المبادرة، التي لقيت تجاوبا عمليا، تشق طريقها بعقلانية ومسؤولية وهدوء، لتستكمل كل الحظوظ لتحقيق المبتغى من ورائها"؛ الأمر الذي يبين أن الأمور تسير بشكل سلس نحو تقديم الملتمس الذي تحيط به الشكوك. جريدة هسبريس الإلكترونية تواصلت مع قيادات في أحزاب المعارضة المعنية بالمبادرة، والتي أجمعت على أن "شيئا لم يحدث على هذا المستوى"، ونفت وجود أي لقاءات رسمية بين أحزاب المعارضة لمناقشة موضوع ملتمس الرقابة. رشيد حموني، رئيس الفريق البرلماني التقدمي، قال في تصريح لهسبريس: "نحن في المكتب السياسي لم نناقش موضوع ملتمس الرقابة بشكل نهائي حتى الآن"، معتبرا أن ما ورد في بيان الاتحاد الاشتراكي "يخصه وحده". وأشارت مصادر الجريدة إلى أن عددا من قيادات أحزاب المعارضة تملكهم "الغضب من الطريقة التي تعامل بها لشكر مع الموضوع والتي لا تحترم باقي الأحزاب وتصورهم على أنهم تابعون وليسوا مشاركين فعليا في المبادرة". من جهته، رد إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، على سؤال لهسبريس حول الموضوع قائلا: "لا علم لي بشيء"، مؤكدا أن التنسيق القائم بين أحزاب "يحتاج إلى توضيح، وملتمس الرقابة ينبغي أن يكون مقترحا يساهم فيه الجميع"؛ وذلك في إشارة إلى عدم رضاه عن الطريقة التي يتعامل بها الاتحاد الاشتراكي في قضية "ملتمس الرقابة". ووفق مصادر اتحادية، فإن لشكر "أخبر أعضاء المكتب السياسي بأن اللقاء، الذي جمع قيادات المعارضة في الندوة التي نظمها حزب الحركة الشعبية منذ أيام، جرت فيه مناقشة ملتمس الرقابة"؛ وهي الندوة التي عرفت حضور كل من أوزين ولشكر وبنعبد الله، بالإضافة إلى إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية. وتواصلت هسبريس مع القيادي في حزب "المصباح" حول الموضوع، وما إذا كان قد حضر نقاشا حول تقديم ملتمس الرقابة بين مكونات المعارضة على هامش ندوة الحركة الشعبية حول الماء، فرد قائلا: "أنا ذهبت لأمر واحد هو حضور ندوة الحركة الشعبية حول موضوع الماء بدعوة من الحركة الشعبية لحضور الندوة ليس إلا. وذلك ما كان والسلام"، وفق تعبيره.