قال بأن التحالف بين العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي دعوة غير جدية "" نفى الصحافي المغربي توفيق بوعشرين (الصورة)أن يكون الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وزير العدل الحالي عبد الواحد الراضي من بين المتظاهرين أمام مقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالرباط للمطالبة بكشف الحقيقة عن ملف المهدي بنبركة، وأكد أن الأمر يتصل بمظاهرة للشبيبة الاتحادية لا أكثر ولا أقل. وكشف مدير نشر يومية "أخبار اليوم" توفيق بوعشرين النقاب في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن بروز قضية المهدي بنبركة على السطح بهذه الطريقة يعكس وجود أزمة حقيقية بين الإشتراكيين والاستقلاليين، وقال: "التظاهرة المزمعة لشبيبة الاتحاد الاشتراكي أمام مقر المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالرباط للمطالبة بكشف الحقيقة عن ملف المهدي بنبركة، لن يشارك فيها وزير العدل عبد الواحد الراضي، وإنما حزب الاتحاد الاشتراكي منحها الضوء الأخضر. وهي في الحقيقة تعبر عن مشكلة حقيقية بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال في الحكومة، ذلك أنه لو لم يكن الجو متوترا بينهما لكانت قيادة الاستقلال قد تمنت من لجم عمدة فاس حميد شباط عن اتهاماته لبنبركة بالضلوع في جرائم حرب". واعتبر بوعشرين أن ما يجري بشأن قضية بنبركة هذه الأيام في المغرب يعكس وجود ما أسماه ب "حرب غير معلنة بين الاشتراكي والاستقلال"، وقال: "هذه حرب غير معلنة فيها رسائل يتبادلها الطرفان، فمنذ مدة والاتحاد الاشتراكي يمارس المعارضة على يسار الوزير الأول عباس الفاسي، فقد عارض الاشتراكيون فكرة اقتطاع أجور المصضربين عن العمل، وقدموا مذكرة للإصلاح الدستوري إلى العاهل المغربي قبل الانتخابات، في جو يوحي بوجود توتر بين الطرفين، حيث أن الإتحاد الاشتراكي غير مستريح للمواقع التي يحتلها في الحكومة، وحزب الاستقلال يرى أنه لا بد من الانضباط، ولذلك فالحكومة هشة والضغوط عليها من الشارع كبيرة، ولذلك فحكاية بنبركة واجهة لصراع خفي بين الحليفين". واستبعد بوعشرين أن تكون الحرب غير المعلنة بين حزبي الاستقلال والاتحاد الاشتراكي مدعاة لكي يستجيب الاشتراكيون لدعوة حزب العدالة والتنمية من أجل التحالف لبناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية، وقال: "التحالف بين العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي مستبعد وغير ممكن، فالاتحاد الاشتراكي يعرف أنه ضعيف وأنه من الأفضل له البقاء في الحكومة، وأنه لو انتقل إلى المعارضة فإنه سيتعرض لمزيد من الضعف خصوصا أن حصيلته في حكومة التناوب كانت سلبية، ولذلك فورقة العدالة والتنمية موجودة للضغط وليست دعوة جدية، لأن الحزب يعتبر أن مكانه الأفضل في الحكومة وبالقرب من القصر وليس بالابتعاد عنه"، على حد تعبيره.