في كتابه "طوفان الفساد" كتاب "طوفان الفساد وزحف بن لادن في الجزائر" هو من تأليف الكاتب والباحث الجزائري اللاجئ بفرنسا أنور مالك، والذي نزل للمكتبات الأسبوع الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة، عن دار أكتب للنشر والتوزيع، وقد كشف فيه الكثير من الفساد والملفات الخطيرة للغاية عن نظام الحكم في الجزائر، ومن بين المحطات التي تحدث فيه الكاتب ما يتعلق بالصحراء الغربية ومنظمة البوليساريو التي يرعاها العسكر في الجزائر، يقول مالك في هذا السياق: (قضية الصحراء الغربية والدعم الأمريكي للمغرب، وخاصة أن الجزائر هي الطرف الأساسي في النزاع وإن كانت تروج إعلاميا من أنها ليست سوى دولة من مبادئها دعم حركات التحرر ونظامها مبني على قيم مناهضة الإستعمار، وهذا الذي يخالف حقيقة ما يجري على أرض الواقع، لأن قيادات البوليساريو تحولوا إلى مجرد موظفين في الخارجية الجزائرية، لا يملكون أدنى حرية في القرارات المصيرية)، ثم يضيف: ( والنظام الجزائري منذ 1975 وهو يعدّ قضية الصحراء مقدسة وخطوطها حمراء لا يمكن تجاوزها أبدا، وكل من يتجرأ على ذلك يعرض نفسه للسخط الدبلوماسي إن كان دولة، أو للسجون والحصار والإضطهاد والمطاردة إن كان فردا جزائريا، والتشويه والإشاعات المغرضة إن كان ينتمي لبلد آخر) (ص – 246). "" بل في تحليله للملف الأمني في الجزائر ومن خلال تنظيم يحمل اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ويوالي أسامة بن لادن الذي وصفه الكاتب ببيدق أمريكا الوفي، أنه من بين أهداف النظام الكثيرة التي بحث فيها وعددها، في وجود هذا التنظيم هو إرضاخ المخزن لأجندة الجنرالات السياسية في المنطقة المغاربية، ومن خلال هذا الإرهاب يتم إحتواء قضية الصحراء وفق ما يخدم مصالح مؤسسة الحكم في الجزائر (ص – 329) ويكفي أن الكثير من الأحداث راحت تصب في إطار ما يخدم هذه الأجندة، مثل عمليات القاعدة في موريتانيا والتي يرى أنور مالك أنها ترتبط بالصراع القائم حول الصحراء (ص235)، بل يذهب إلى حد التأكيد على أن أمريكا صارت تراهن على حرب في الشمال الإفريقي من أجل تواجدها العسكري ومن خلال القاعدة (ص 235)، بعد الفشل الذريع الذي مني به الغرب في رهانه على حرب رمال واسعة بسبب الصحراء (ص 234). أنور مالك لم يتردد في بسط رؤيته عن اسباب دعم الولاياتالمتحدة لأطروحات المغرب في الصحراء، ومن بين تلك الأسباب يقول مالك: (والسبب طبعا هو خفايا وقوف وتورط النظام الجزائري في إنشاء وتأسيس تنظيم البوليساريو ودعمه اللامحدود له ولحسابات سياسية وإقليمية معروفة ) (ص 243). وفي سياق حديثه عن حقوق الانسان في الجزائر وعن واقع السجون، كشف أنور مالك الغطاء عن ظاهرة مخادعة المنظمات الحقوقية من طرف البوليساريو في مخيمات تندوف، وكشف الكثير من الظواهر التي يندى لها الجبين، والإستغلال الفظيع الذي يتعرض له المحتجزون المغاربة. أمر آخر أن مالك روى قصة أحد الصحراويين من مخيمات تندوف وكنيته (حمادي ابو مصطفى) الذي إختفى إسمه من قضية آخر أمراء تنظيم الجيا المثير للجدل بالرغم من القبض عليه كمسلح معهم (ص 281)، وكذلك خلية بومرداس بها خمسة صحراويين يتحدرون من المخيمات قبض عليهم في أبريل/نيسان 2005 وطمست القضية إعلاميا لتجنب الإثارة السياسية وتداعياتها على الطرف الجزائري في النزاع على الصحراء، بل أكد الكاتب على أن القضية حولت من إرهابية إلى حق عام (ص 331). وجدد الكاتب تأكيده عن أسباب إغتيال الرئيس محمد بوضياف قوله: (ولا أحد يستطيع أن ينكر أن الرئيس المغتال محمد بوضياف قد دفع حياته بسبب إعلانه الحرب على الفساد ونفوذ الجنرالات وتصميمه على مراجعة الموقف الجزائري من منظمة البوليساريو وتواجدها بالجزائر، وهو ما كبّد الدولة 200 مليار دولار ذهبت مصاريف التسليح ورشاوي دولية وإختلاسات وصفقات مشبوهة) (ص 33). الكتاب فيه إثارة حيث تفرد مؤلفه بكثير من الملفات والمعلومات وهو جدير بالمتابعة والإهتمام، وخاصة أن أنور مالك يعتبر من أبرز ضباط الجيش الذين تمردوا على المؤسسة العسكرية، فضلا من حضوره الإعلامي المتألق عبر مقالاته أو مشاركاته في القنوات الفضائية كالبرنامج الأكثر شهرة في العالم العربي "الاتجاه المعاكس" الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية.