في كتابه "طوفان الفساد وزحف بن لادن في الجزائر" في كتابه الذي سيصدر خلال أيام عن دار أكتب المصرية، فتح الكاتب والباحث الجزائري أنور مالك الكثير من الملفات الساخنة في الجزائر على مدار أكثر من 300 صفحة، بدأها بملف الفساد الذي صوره على شكل طوفان ازداد أكثر في عهد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وأعطى الكثير من نماذجه المختلفة التي تنتشر في قطاع البنوك والصفقات العمومية والبريد والصحة وقطاع الشؤون الدينية والأوقاف ومافيا العقارات، ثم عرج على الرشوة التي تضرب القطاعات المذكورة إلى جانب القضاء والأمن والجيش، ولم يغفل ظاهرة فساد المسؤولين وأبنائهم وعلى رأسهم وزير الدولة بوقرة سلطاني وهو زعيم حركة مجتمع السلم حماس، حيث كشف أنور مالك الكثير في مسيرة هذا الرجل التي بدأها إماما وناقدا لاذعا للسلطة ولكل من لا يحكم بالشريعة، وأنهاها إلى مجرد موظف مخلص يخدم الجنرالات بإمتياز ومزايدة... أما عن القاعدة فقد إحتوى ملفها منذ بداية الحرب الأهلية، وتناول مختلف التحولات الكبرى التي عرفها التيار المسلح في الجزائر. "" أما المصالحة الوطنية التي يسوق لها على أن بوتفليقة من أبرز الذين أنجزوها، فقد كشف الكاتب الكثير من خفاياها، متحدثا عن التلاعب في ملفات المساجين والأرقام والحصيلة، ومعطيا الأسماء والقضايا والتواريخ التي تفند مزاعم السلطة وأطروحاتها. السجون نالت قسطها في كتاب أنور مالك وبلغة الأسماء والأرقام عرى أنور مالك واقع سجون الجزائر وما يحدث فيها من تعذيب وتجاوزات وخروقات لحقوق الإنسان، وللتذكير أن الكاتب سجن مرات متعددة بسبب مواقفه السياسية وتعرض للتعذيب ولمضايقات لا يمكن حصرها. وبدوره جدد الكاتب مواقفه من إغتيال بوضياف الذي ذهب فيه إلى أن ملف الصحراء هو السبب الرئيس في تصفيته، ثم أعطى نماذجا عن قضايا وصفت بالإرهابية تورط فيها عناصر من البوليساريو ولكن بتدخلات من الجهات العليا حولت إلى حق عام، والجديد أن أنور مالك حدد الأسماء... الكتاب جدير بالمطالعة وفيه الكثير من الخفايا التي تفرد بها الباحث الجزائري كعادته، وخاصة أن الرجل يعد من أبرز ضباط الجيش الذين تمردوا عليه، وفي جعبته الكثير جدا من اسرار فترة التسعينيات التي عاشت فيها الجزائر حربا ودما.