سلطت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، الضوء على تطورات الأزمة السياسية في أوكرانيا والتي تنذر بالانزلاق نحو منحى أكثر تصعيدا، إلى جانب عدد من القضايا المتفرقة من بينها على الخصوص مؤتمر السلام حول سوريا (جنيف 2)، واستقالة ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة لكرة القدم من منصبه في أعقاب تفجر فضيحة مالية بخصوص انتقال المهاجم البرازيلي نيمار من نادي سانتوس. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف بالوضع المتوتر في أوكرانيا، حيث كتبت صحيفة (ليكو) عن الأزمة التي أضحت على أبواب أوروبا مضيفة أن هذا البلد الذي يقع على حدود الاتحاد الأوروبي يعيش على شفا حرب أهلية بعد أن غرقت العاصمة كييف دوامة من العنف. وأبرزت الصحيفة أن الحاجة أضحت ماسة لإعلان الاتحاد الأوروبي عن دعمه للسلام بشكل قوي وعملي وفعال بعد أن اكتفى بالعمل الدبلوماسي، وخاصة في ظل التحرك الروسي والأمريكي. وكتبت صحيفة (لوسوار) من جانبها، أن أوكرانيا على أبواب الحرب، معتبرة أن الوقت قد حان للتدخل من أجل التهدئة قبل بلوغه مرحلة نقطة اللا عودة، مشددة على ضرورة تمكين الأوكرانيين من حق الاختيار بكل حرية عن طريق الحوار وليس القتال، وهو دور الانتخابات. كما نشرت (لوسوار) حديثا مع وزير الخارجية الليتواني حول الوضع في أوكرانيا الذي لم يستبعد ضرورة اللجوء لعقوبات ضد أوكرانيا في حالة تواصل أعمال العنف، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي يتوفر على عدد من التدابير التي يمكنه اللجوء إليها لمواجهة السلطات التي ترخص باللجوء إلى القمع ضد المتظاهرين. وفي بولونيا، واصلت الصحف متابعة الأوضاع في أوكرانيا، حيث نشرت تقارير ومقالات تحليلية بخصوص المواقع التي يسعى المحتجون المؤيدون للاتحاد الأوروبي الاعتصام فيها لعدة أيام. وأشارت صحيفة (لاغازيت إليكتورا) إلى التنظيم المحكم لمخيمات الاعتصام مما يمكن المحتجين من مقاومة قساوة الظروف المناخية والبرد القارس، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلا إلى أقل من 25 درجة، مشددة على إصرار هؤلاء على عدم التراجع والمطالبة برحيل الرئيس الأوكراني فيكتور إينوكوفيتش وإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها. ونقلت صحيفة (ريسبوبليكا) من جانبها، عن مبعوثها الخاص إلى كييف، وصفه للحياة في خيام الاعتصام، مشيرا إلى أن السلطات الأوكرانية وافقت على الإفراج عن المعتقلين بهدف احتواء غضب المتظاهرين. وأضافت أن هذه العملية لم تدفع في اتجاه تهدئة الأجوء حيث يصر المحتجون على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية سابقة لأوانها. وأشارت صحيفة (بولسكا تايمز) من جهتها إلى أن الرئيس الأوكراني بدأ يخسر مواقعه، ولاسيما بعد لجوءه إلى العنف من أجل تفريق التظاهرات وسقوط عدد من القتلى مما جر عليه انتقادات شديدة من طرف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وببريطانيا، تابعت الصحف البريطانية الأزمة السياسية التي تعيشها أوكرانيا منذ شهرين والتي تحولت إلى أعمال عنف بين المتظاهرين المؤيدين للاتحاد الأوروبي وقوات الأمن. وكتبت صحيفة (الغارديان) عن التطورات الأخيرة على الساحة الأوكرانية، مشيرة إلى شروع المتظاهرين في وضع المتاريس في وسط العاصمة كييف في أعقاب فشل الجولة الثانية من المباحثات بين الرئيس إيوكوفيتيش وممثلين عن المعارضة بخصوص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة التي تعصف بالبلاد. وأضافت أن قادة المعارضة طالبوا المتظاهرين بضبط النفس والتزام الهدوء في أعقاب رفض الحكومة التراجع عن قراراتها وإلغاء القوانين الخاصة التي تشدد العقوبات ضد المتظاهرين وتفرض قيودا إضافية على حق التجمهر. ومن جانبها، أشارت صحيفة (الاندبندنت) إلى أن الأزمة اندلعت في 21 نونبر الماضي في أعقاب قرار الرئيس إيوكوفيتيش تعليق علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي في وقت كان الطرفان يستعدان فيه للتوقيع على اتفاقية شراكة. وحسب الصحيفة، فإن الأزمة السياسية الأوكرانية، التي بدأت مع تفجر الخلاف حول التقارب مع الاتحاد الأوروبي، تحولت سريعا إلى أزمة حول الديمقراطية، خاصة وأن الأمر يتعلق ببلد يقدم نفسه على أنه ديمقراطي، في حين أن القرارات الأخيرة تسعى بوضوح إلى كبح حرية التعبير وهو ما يمثل تراجعا ديمقراطيا خطيرا. أما صحيفة (الديلي تلغراف)، فعبرت عن مخاوفها من انقسام أوكرانيا في وقت شرعت فيه فئات متطرفة من المحتجين في مراقبة وإحكام سيطرتها على عدد من المباني والمقرات الحكومية بعدد من المناطق وأجبروا مسؤولا إقليميا رفيع المستوى على تقديم استقالته. وأشارت الصحيفة إلى وصف رئيس الوزراء ميكولا إزاروف الأمر بأنه "محاولة انقلابية حقيقية". . وفي سويسرا، كتبت الصحف المحلية عن لعبة شد الحبل بين الحكومة والمعارضة الأوكرانية وآفاق التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة السياسية. وأشارت صحيفة (تريبين دو جنيف) إلى أن أوكرانيا مازالت تتردد بين اختيار الهدنة أو الانزلاق في التمرد، وتساءلت حول ما اذا كان الهدوء الهش الذي يخيم على كييف كافيا للمساعدة على فتح الباب أمام الحوار أم أنه فقط فرصة لوضع المتاريس والاستعداد للمواجهات. وأبرزت أنه بالرغم من عودة الهدوء النسبي للعاصمة كييف فإن موجة العنف والمواجهات انتقلت إلى أقاليم أخرى ظلت هادئة إلى وقت قريب، مؤكدة أن الوضع مفتوح على جميع الاحتمالات، واستبعدت في السياق ذاته الوصول إلى تسوية عبر الحوار. واعتبر صحيفة (لوطون) أن الأزمة الأوكرانية تسير في اتجاه مزيد من التأزم وقد تدفع الرئيس الأوكراني إلى طلب عقد البرلمان لجلسة عاجلة لدراسة الوضع. وتساءلت حول قدرة النظام على مراقبة جميع القوات الخاضعة نظريا لسيطرته، مشيرة إلى حديث وسائل الإعلام عن وجود مفاوضات بين عدد من قادة الجيش ومسؤولين في المعارضة بخصوص إمكانية القيام بانقلاب عسكري. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف الصادرة اليوم بدورها بالوضع في أوكرانيا، حيث أسفرت الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في العاصمة كييف عن سقوط قتلى وجرحى. واعتبرت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو ) أن المسؤولية عن تصعيد العنف يتحملها بالدرجة الأولى الرئيس بسبب سياسته المتقلبة بين الغرب وروسيا، مضيفة أن الرئيس عبر في وقت سابق وبشكل واضح عن حاجة بلاده إلى 20 مليار أورو من الاتحاد الأوروبي كثمن للانضمام والتوقيع على الاتفاق، إلا أن روسيا -تضيف الصحيفة- ليست مستعدة لتقديم هذا المبلغ كله. أما صحيفة (زود كوريير)، فاعتبرت أنه ليس هناك أي مؤشر يدل على أن السلطة في كييف لديها رغبة في تغيير موقفها خاصة وأن الرئيس يانوكوفيتش يتمسك بالسلطة، ويحاول الحفاظ على خصومه بمزيج من سياسة العصا والجزرة، مشيرة إلى أن هراوات قوات الأمن ربما سيليها تشغيل محركات الدبابات. من جانبها، كتبت صحيفة (غينرال أنتسايغر) أن يانوكوفيتش اقترح عقد دورة استثنائية للبرلمان لمناقشة طلب المعارضة القاضي باستقالة الحكومة، "لأنه يعلم مسبقا أن الحكومة الموالية لروسيا لديها أغلبية مريحة في البرلمان" وقد يحظى بتصويت رسمي. وبالنسبة لصحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) فكتبت أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عندما تولى منصبه قبل شهر، تناول بلهجة صارمة هذا المشكل، معتبرا أن روسيا اغتنمت المحنة الاقتصادية في أوكرانيا لمنع ارتباطها بالاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن الكلمات القاسية التي وجهت للقيادة الأوكرانية همت احترام حقوق الإنسان لكن، تقول الصحيفة، روسيا تحاول جر دول الاتحاد السوفياتي السابق وراءها بإحكام، مما سيصعب خلال السنوات المقبلة، السياسة الخارجية الأوروبية. وفي روسيا، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أنه ستنقضي بعد عدة أيام فترة النصف سنة على حصول ادوارد سنودن على صفة لاجئ في روسيا وهذا يعني، وفقا للصحيفة، أن العد العكسي بالنسبة لموظف الاستخبارات الأمريكية السابق قد بدأ لأنه حصل على حق اللجوء في روسيا فقط لمدة عام واحد. ومن جانبه، أعلن أناتولي كوتشيرنا محامي الدفاع عن سنودن في حديثه مع الصحيفة أن موكله لا يستبعد احتمال تقديم طلب للسلطات الروسية بخصوص تمديد وجوده في روسيا كلاجئ وقد يطلب لاحقا الحصول على الجنسية الروسية. وذكرت صحيفة (نوفي ازفيستيا) أن هيئة رئاسة المحكمة العليا الروسية قررت يوم أمس تقليص فترة الحكم بالسجن بحق الرئيس السابق لشركة (يوكوس) النفطية الملياردير ميخائيل خودوركوفسكي والرئيس السابق لمؤسسة (ميناتيب) المالية بلاتون ليبيديف. واعتبرت أن احتجاز ليبيديف في السجن في الفترة ما بين 2004 و2005 لم يكن مشروعا وقانونيا. ونقلت صحيفة (فيدوموستي) عن فاديم كليوفغانت محامي الدفاع عن خودوركوفسكي، قوله، إن القرار المذكور إنساني ولكنه ليس بالعادل، مشيرا إلى أن دفاع خودوركوفسكي وليبيديف كان يصر على الإلغاء الكامل لقرار المحاكم في القضيتين ووقف الملاحقة الجنائية. ومن جهتها، أشارت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) إلى أن المفوضية الأوروبية عرضت خطة لتنظيم التغيرات المناخية وتطوير الطاقة لغاية سنة 2030، لا تتضمن الاستراتيجية العامة القاضية بتقليص انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، مضيفة أن الخطة الجديدة تتضمن تخفيف سياسة التحكم بالتغيرات المناخية، بهدف تخفيض النفقات المالية، وهذا ما أغضب تيار الخضر في أوروبا. وفي إيطاليا، هيمنت قضية شد الحبل بين رئيس الوزراء إنريكو ليتا والأمين العام للحزب الديمقراطي (الحاكم) ماتيو رونزي بخصوص إصلاح القانون الانتخابي، إلى جانب انطلاق مسلسل خوصصة عدد من المؤسسات العمومية وقضايا التهرب الجبائي على اهتمامات الصحف المحلية. وكتبت صحيفة (إل ميساجيرو) أن رئيس الحكومة يعارض مقترح رونزي بخصوص عرقلة ومنع عدد من اللوائح، في إطار مشروعه لإصلاح النظام الانتخابي، داعيا إلى إشراك المواطنين في عملية اختيار المرشحين. وأضافت أن أنصار رونزي يعتبرون تصريحات رئيس الحكومة بخصوص قانون حول صراع المصالح بأنها "استفزازية"، مشيرة إلى أن زعيم الحزب الديمقراطي توصل إلى اتفاق مع سيلفيو بيرلسكوني زعيم حزب فورزا إيطاليا بخصوص مشروع إصلاح القانون الانتخابي. وتطرقت صحيفة (إل كوريير ديلا سيرا) إلى سعي الحكومة خوصصة مؤسسة (بريد ايطاليا)، مشيرة إلى أن بيع نحو أربعين بالمائة من رأسمال المؤسسة سيمكن الخزينة من الحصول على نحو ثمانية ملايير أورو. وأضافت أن الحكومة تتطلع أيضا إلى خوصصة سبع مؤسسات عمومية أخرى من بينها المكتب الوطني للمحروقات. وبخصوص موضوع التهرب الجبائي، أشارت صحيفة (لاروبوبليكا) إلى أن خسائر خزينة الدولة خلال سنة 2013 بلغت 9ر51 مليار أورو أي ما يعادل 3ر3 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، مبرزة أن تحقيقات الشرطة المالية كشفت عن تسجيل 8315 مخالفة جبائية خلال السنة الماضية. وفي اسبانيا، سلطت الصحف الصادرة اليوم الضوء على إعلان ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة لكرة القدم استقالته من منصبه في أعقاب تفجر فضيحة مالية بخصوص انتقال المهاجم البرازيلي نيمار من نادي سانتوس. وكتبت صحيفة (أ بي سي) عن "الفضحية" التي تغطي سماء نادي برشلونة حيث قدم روسيل استقالته بسبب الجدل حول مصير 37 مليون أورو خلال عملية انتقال اللاعب نيمار لصفوف الفريق، موضحة أن الرئيس المستقيل أعلن مساء أمس انسحابه من الفريق من دون تقديم أي توضيحات إضافية. وأضافت أن روسيل حرص على الدوام على التأكيد على أنه ضحية لهجوم أطراف أخرى، غير أن قرار المحكمة بقبول النظر في الشكوى المرفوعة ضده بخصوص قضية نيمار أجبرته على مغادرة النادي. وأشارت صحيفة (لاراثون) إلى أن روسيل اتهم "خصوما" في تلميح مباشرة لنادي ريال مدريد بالوقوف وراء تفجير قضية نيمار، مبرزة تأكيده على سعيه إلى الاستقالة حرصا منه على عدم مس صورة فريقه بشكل سلبي، مشددا على أن خروجه من النادي قرار لا رجعته فيه. أما صحيفة (إلباييس) فكتبت من جانبها عن إصرار الرئيس المستقيل على أن القضية المرفوعة ضده "غير عادلة".