لم تكن تدري الطفلة (أ.ش) أن يوم الخميس الماضي لن يكون يوما عاديا في حياتها، بعدما تربص بها مغتصِب وأخذها عنوة إلى منزله قرب مدرستها بحي الألفة، هناك حيث افتض بكارتها واحتجزها لأيام قبل أن تعلم عائلتها بالخبر ويتم عمل مقلب له أدى إلى اعتقاله. أمطار هذه الأيام جعلت الفتاة التي لا يتجاوز سنها 15 سنة، تنزوي بعد خروجها من قسمها بحائط إعدادية الإمام الجزولي، في انتظار أن تتوقف السماء لبعض الفترات عن سكب زخات المطر، ليستغل شاب يبلغ من العمر 24 سنة هذا الموقف، ويرغمها على الذهاب معه إلى الفيلا التي يسكن بها، والتي تتواجد على بعد أمتارٍ قليلة من المدرسة. وحسب عائلة الضحية، فإن الطفلة تعاني من مرض الكلى بعدما تم انتزاع إحدى كليتهما منذ سنوات مضت، وهو ما أثر بشكل جلي على صحتها الجسدية وجعلها تظهر هزيلة وأقل بكثير من عمرها، كما جعل نفسيتها متأزمة على الدوام، فعلاقاتها الاجتماعية محدودة جدا، وصديقاتها معدودات على رؤوس الأصابع. وفي استعادة لشريط الاغتصاب، حكت الطفلة لعائلتها كيف أنها كانت تصرخ بأعلى صوت ذلك اليوم، إلا أن خلو الشارع من المارة بسبب سوء الأحوال الجوية، جعل صرخاتها تذوب وسط الأمطار والرياح الشتوية إلى أن خارت قواها، لتجد نفسها بعد دقائق في فيلا فسيحة يسكن فيها المعني بمفرده بعد سفر والدته إلى اسبانيا وسكن أخته في مكان آخر. الجاني وكما تضيف العائلة في تصريحها لوسائل الإعلام، كان في تلك اللحظات تحت تأثير المخدر، لذلك لم يحس باستعطاف الطفلة وهو يعبث ببراءتها، حيث لم يعرف ماهية ما قام به سوى بعد ساعات من الواقعة، ليقرر احتجاز الطفلة حتى يتمكن من إيجاد حل ما. فاتصل بوالدته وبأخته، وبعد قدومهما في الأيام الموالية، بدأت الاتصالات من أجل الخروج من هذا المأزق. وأشار أخ الضحية في اتصال مع هسبريس أن الجاني وطوال الأيام الخمسة من احتجاز الطفلة، كان يمارس عليها الجنس يومياً ويضطهدها بغرفته تحت حماية والدته وأخته اللتان هددتا الطفلة، وفق أقوال أخيها، بضرورة الزواج من مغتصِبها وإلا فستطردها أسرتها عندما تعلم بالخبر وقد يقتلها إخوتها خوفا من الفضيحة. عائلة الطفلة وطوال خمسة أيام من اختفائها، كانت قد بحثت في كل الأرجاء الممكنة عن الطفلة، ليأتيهم اتصال من أم الجاني عبر جارة لها، تقول فيه إنها قد وجدت البنت في مدينة أكادير..اتصال كان البغية منه التمهيد لصلح بين الطرفين، بعدما اعترفت أسرة الجاني بما وقع، مبدية رغبتها في احتواء المشكل بأي طريقة كانت إلا اعتقال الإبن، ومن الحلول المقترحة: حفل زفاف للجاني وضحيته. غير أن لا شي كان من الممكن أن يساهم في التقليل من ألم الأسرة سوى سجن الجاني، لذلك تم التبليغ عنه وتم استقدام الشرطة إلى المنزل في الوقت الذي كانت عائلة الجاني تساوم أم الضحية حول الحلول الممكنة، ليتم اعتقاله حيث اعترف بكل ما وقع أمام الشرطة. هذا وقد نظم اليوم بعض سكان حي الألفة وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، تزامناً مع تقديم المتابع أمام الوكيل العام للملك، مطالبين بإنزال أقصى العقوبات على الجاني وأسرته، وكذلك بتوفير الحماية أمام المؤسسات التعليمية بغية عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.