أُسدل الستار، صباح اليوم الجمعة، على الدورة الحادية عشرة من برنامج "مصالحة"، الذي يُعدّ من الركائز الأساسية لإستراتيجية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج في تدبير ملف المعتقلين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، بُغية تخليصهم من الأفكار المتطرفة، بما يفضي إلى إدماجهم في المجتمع. واستفاد من الدورة الحادية عشرة من برنامج "مصالحة"، التي امتدت على مدى شهرين ونصف شهر، عشرون سجينا من المعتقلين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب، منهم سجينتان. واستفاد السجناء العشرون خلال التكوين الذي تمّ في غلاف زمني من 200 ساعة من جلسات مع فاعلين متخصصين في المجال الديني، والقانوني، والحقوقي، والنفسي... وتُوّج التكوين ب"مناظرات" بين المستفيدين لاستعراض مهاراتهم في تفكيك الخطاب الديني المتطرف، من خلال محاكاة الرأي المتطرف الذي يحرض على الإرهاب، ثم تفكيكه، بناء على آيات قرآنية وأحاديث نبوية. مولاي إدريس أكلمام، مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، اعتبر أن برنامج "مصالحة" "اكتسب مكانة متميزة بين البرامج التأهيلية لإدماج السجناء، لاسيما أنه موجه إلى المعتقلين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب". وأردف أكلمام بأن "البرنامج ينسجم مع مبادئ المواثيق الدولية والوطنية التي تُوصي ببلورة برامج تأهيلية لفائدة هؤلاء السجناء، كعمل تكميلي للإستراتيجية الوطنية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب". وتمّ خلال حفل اختتام الدورة الحادية عشرة من برنامج "مصالحة" تقديم شهادات عدد من المستفيدين، الذين أخرجهم البرنامج من غياهب التطرف والإرهاب. من جهته قال أحمد عباري، رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، إن برنامج "مصالحة" يروم تحقيق أضرُب من المصالحة، في مقدمتها المصالحة مع الذات، أي مصالحة النزيل/النزيلة مع ذواتهم، والمصالح مع النص الديني، من خلال تزويدهم بالمداخل والآليات التي تمكّن من فهم النص الديني فهما صحيحا، وفق الثوابت التي تبنتها المملكة. "ويروم برنامج 'مصالحة'، كذلك، مصالحة السجناء المعتقلين على خلفية قضايا التطرف والإرهاب مع المجتمع، ومع القوانين التي تؤطره"، يستطرد رئيس الرابطة المحمدية للعلماء، لافتا إلى أن الشهادات التي قدمها النزلاء المستفيدون في الحفل الختامي للبرنامج، "بيّنت نوعا من التملّك الضافي لكل هذه المحاور". وانطلق برنامج "مصالحة" سنة 2017، ويستهدف السجناء المحكومين نهائيا في قضايا التطرف والإرهاب ممّن يُبدون رغبتهم في المشاركة فيه؛ وبلغ عدد المشاركين فيه، إلى غاية الدورة الحادية عشرة، 259 سجينة وسجينا، استفاد 61.72 في المائة منهم من العفو الملكي. ومباشرة بعد اختتام الدورة الحادية عشرة من برنامج "مصالحة" تم إطلاق النسخة الثانية عشرة، التي سيستفيد منها عشرون سجينا. ولفت إدريس أكلمام إلى أن صيت البرنامج تخطى الحدود المحلية، وصار له صدى على الصعيد العالمي، "إذ أصبح نموذجا يحتذى به في مجموعة من الدول"، على حد تعبيره.