هوية بريس-متابعة كشف محمد صالح التامك المندوب العام للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن برنامج "مصالحة" تجربة مغربية أصيلة وليس لها علاقة بما سمي بالمراجعات الفكرية التي تم تنزيلها في سجون بعض الدول العربية من قبيل مصر. وأضاف التامك، في كلمته في ختام هذا البرنامج في نسخته العاشرة، الخميس 28 يوليوز 2022، بالسجن المحلي بسلا، أن هناك من يخلط بين برنامج "مصالحة" الذي يستهدف تصحيح المفاهيم وهدم الأفكار الضالة بالحوار دون إكراه، يتوخى اكتساب معارف دينية ومجتمعية وحقوقية، وبين ما سمي ب "المراجعات". وأمضى النزلاء المعتقلون على خلفية قضايا الإرهاب 3 أشهر، بما مجموعه 175 ساعة في التحصيل والتكوين والتفاعل مع جميع المحاضرات والانخراط في جميع الأنشطة التأهيلية بكل انضباط ومسؤولية. وذكر المندوب العام للسجون بأن هذا برنامج "مصالحة" أطلقته المندوبية العامة بمعية شركائها منذ ما يقارب خمس سنوات، هو برنامج فريد من نوعه على المستوى العالمي، إذ نال استحسان العديد من الشركاء الإقليميين والدوليين. ويندرج ضمن الاستراتيجية العامة التي وضعها المغرب تحت القيادة الملكية الخاصة بتدبير الحقل الديني والقائمة على التعاليم الإسلامية الحقة المبنية على الوسطية والاعتدال والانفتاح والتسامح ونبذ كل أشكال التطرف والعنف. وتبنت المندوبية العامة ضمن استراتيجيتها خطة جديدة في مجال التأهيل لإعادة الإدماج تقوم على تفريد البرامج والأنشطة التأهيلية، فخصت فئة النزلاء المدانين في إطار قضايا التطرف والإرهاب ببرامج خاصة على رأسها برنامج مصالحة. كما أن البرنامج يكرس المبدأ الذي قامت عليه تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة في صيغة جديدة تتميز بكون مفهوم "المصالحة" الذي يقوم عليه البرنامج يجعله مبادرة صادرة عن النزلاء الذين تحمل المجتمع أضرارا مادية ومعنوية بسبب أفكارهم المتطرفة أو أعمالهم الإرهابية، فالاستفادة من البرنامج تقتضي من السجناء المعنيين إرادة واستعدادا لتصحيح مفاهيمهم وأفكارهم. يذكر أنه مرت 5 سنوات على تنظيم أولى دورات برنامج "مصالحة"، حيث وصل عدد المستفيدين منه 239، وقد تم الإفراج عن 180 منهم، بينهم 137 بموجب عفو ملكي، إضافة إلى تخفيض العقوبة لفائدة 18 نزيلا آخرين لتصل نسبة الاستفادة من العفو الملكي 65 في المائة. وضمن نفس البرنامج فقد شمل أيضا النساء المعتقلات بموجب قانون مكافحة الإرهاب خلال دورته الخامسة المنظمة سنة 2019، حيث استفادت منه 10 نزيلات من أصل 13 من هذه الفئة، أي بنسبة مشاركة تجاوزت 77 في المائة، وقد تم الإفراج عن جميع المستفيدات من هذه الدورة الخاصة، 8 بعفو ملكي سام ونزيلتين بنهاية العقوبة خلال فترة تنفيذ البرنامج. ويتأسس برنامج "مصالحة" على أبعاد أساسية وهي: المصالحة مع الذات، والمصالحة مع المجتمع، والمصالحة مع النص الديني، والمصالحة مع النظم والمعايير المنظمة للمجتمع في علاقته بالفرد وبالمؤسسات الشرعية المؤطرة للحياة العامة، وفق ما تمليه القوانين والمعايير الحقوقية والقانونية والأخلاقية.