نقل تقرير بريطاني أن إسرائيل بدأت حرباً سرية، كبديل عن ضربة عسكرية مباشرة، ضد البرنامج النووي الإيراني. "" وأوردت صحيفة "التغلراف" البريطانية عن مصادر استخباراتية أمريكية أن الحرب السرية عناصرها: قتلة مأجورين، وعمليات تخريب، وشركات كواجهة، وعملاء مزدوجين، لإرباك برنامج إنتاج الأسلحة النووية غير المشروع، على حد قول الصحيفة. وأشارت إلى أن أكثر العوامل درامية في برنامج "جز عنق" برنامج النووي الإيراني، تتمثل في مخططات لاغتيال كبار الرموز المشاركة في البرنامج، وفق التقرير. ورغم المخاوف الأمريكية والإسرائيلية من بلوغ القدرات الإيرانية نقطة اللاعودة لإنتاج قنبلة نووية، إلا أن تل أبيب لحظت التغيرات التي طرأت على واشنطن، منذ تولي الرئيس باراك أوباما السلطة. وكان أوباما قد مد يد السلام إلى طهران بالإعراب عن استعداد إدارته للحوار مع قادة إيران خلال الأشهر القليلة المقبلة، في تطور دفع بإسرائيل إلى استبعاد موافقة الإدارة الأمريكيةالجديدة على ضربة جوية ضد المنشآت النووية الإسرائيلية. وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، أمام كبار القادة العسكريين الإسرائيليين الاثنين أن تطوير إيران لأسلحة نووية "يهدد وجود دولة إسرائيل." وقال باراك إنه في حال بدء الحوار بين إدارة أوباما وإيران، فإن جهود استخدام القوة العسكرية ضد البرنامج النووي ستصبح صعبة للغاية، وفق "هاآرتس." ونقل تقرير الصحيفة أن المتغيرات الراهنة دفعت بإسرائيل لإيجاد بدائل الهدف مها إبطاء أو إرباك البرنامج النووي الإيراني، دون مقامرة الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة قد تؤدي لاندلاع حرب واسعة. واقتبست عن مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية قوله إن الحرب السرية صممت "لإبطاء البرنامج الإيراني، دون ملاحظة حقيقة ما يحدث." وأضاف: "الهدف هو التأجيل.. والتأجيل.. والتأجيل حتى التوصل لحلول أو إستراتيجية أخرى.. بالتأكيد لا نريد للحكومة الإيرانية الراهنة امتلاك هذه الأسلحة.. إنها سياسة جيدة لا تستطيع إنجازها بالعمل العسكري الذي قد يحمل مخاطر غير مقبولة." وقالت ريفا بهالا، كبير المحللين ب"ستراتفور"، شركة أمريكية خاصة للاستخبارات لها ارتباطات وثيقة بالأجهزة الأمنية الحكومية، إن الإستراتيجية تهدف لاقتناص الشخصيات البارزة في البرنامج النووي الإيراني. وأضافت: "بتعاون من الولاياتالمتحدة. العمليات السرية الإسرائيلية ستتركز على التخلص من أبرز الشخصيات المشاركة في البرنامج النووي، وتخريب سلسلة الإمدادات النووية." وأردفت: "مع تعرض العلاقات الإسرائيلية الأمريكية لضغوط جراء سياسة إدارة أوباما تجاه إيران، وتعقيد المناخ السياسي, تكثيف إسرائيل لأنشطتها السرية ضد إيران من المرجح أن تأتي بنتائج." وراجت أنباء بأن الموساد الإسرائيلي وراء وفاة أردشير حسنبور، كبير العلماء النوويين في منشأة "أصفهان" النووية، الذي توفي في ظروف غامضة عزيت إلى "تسمم بالغاز" عام 2007، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن "ضربات" إسرائيلية وراء وفيات عدد من الشخصيات البارزة في تخصيب اليورانيوم في إيران وأوروبا مؤخراً، بهدف حرمان طهران من المهارات التقنية الرئيسية اللازمة لبرنامجها النووي. ونقلت عن مسؤول استخباراتي أوروبي سابق قوله: "إسرائيل لم تترد في اغتيال علماء أسلحة لأنظمة معادية في السابق.. قاموا بها في العراق، وسيقومون بها مع إيران، حالما تسنح فرصة لهم." وذكرت "التغلراف" أن الموساد واستخبارات غربية نجحت في اختراق البرنامج النووي الإيراني "وشراء معلومات من علماء بارزين، اختارت إسرائيل لاحقاً تسريب بعض من تفاصيلها إلى حلفائها، ووسائل إعلام، ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية."