قالت صحيفة« ذي صنداي تايمز» البريطانية إن الأقمار الصناعية وأجهزة الاستخبارات الغربية، سبقت طهران في الكشف عن وجود منشأة نووية سرية جديدة بالقرب من مدينة قم الإيرانية، وإن الرئيس الأميركي باراك أوباما أحيط علما بها عقب انتخابه مباشرة العام الماضي. وذكرت الصحيفة أن عملاء المخابرات الغربية، الذين كانوا يجوبون أنحاء إيران، اكتشفوا وجود أنفاق في مجمع جبلي خارج مدينة قم المقدسة أثارت ارتيابهم. ويقع المجمع داخل قاعدة عسكرية يشرف عليها الحرس الثوري, الأمر الذي يجعل الدخول إليه محفوفا بالمخاطر، على حد تعبير الصحيفة. لكن بعد استنباط بيانات ومعلومات من صور الأقمار الصناعية ; وإفادات معارضين إيرانيين وآخرين, تجمعت صورة تفصيلية عن الموقع كانت كافية لإقناع المحققين في موضوع البرنامج النووي الإيراني، بأن طهران تعد العدة لإنتاج وقود نووي فيه , وتشغيل ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي، وأجهزة أسطوانية أخرى تدور بسرعات هائلة لتخصيب اليورانيوم. ومع أن المسؤولين الأميركيين يقرون بأن ليس ثمة ما يدل على أن إيران على وشك تصنيع قنبلة ذرية, فإن عجز نظام طهران عن الكشف عن منشأة قم لمفتشي الأسلحة الذين يزورون إيران بانتظام أقل ما يقال عنه بأن نوازعه تتجاوز حدود الإهمال. وتثار الشكوك حاليا حول أن إيران ربما تكون تخبئ منشآت نووية أخرى. وإلى جانب المحطة النووية في نطنز, هناك منشآت للأبحاث النووية في أصفهان, ومحطة للطاقة النووية في بوشهر، هي الأولى من نوعها في البلاد ; والتي بدأ تشغيلها التجريبي هذا العام, ومفاعل للماء الثقيل في أراك الذي قد يستخدم في إنتاج البلوتونيوم. وقال مارك فيتزباتريك، من المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في بريطانيا ,إن إيران ربما تكون أقامت منشأة لتحويل اليورانيوم إلى غاز تمهيدا لتخصيبه في محطة قم الجديدة. وأرجع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ليون بانيتا , الفضل في الكشف عن وجود الموقع النووي الجديد إلى المعلومات التي حصلت عليها عدة أفرع استخباراتية بالإضافة إلى ما قدمته بريطانيا وفرنسا من مساعدة. وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الأميركيين أدركوا ،في الربيع الماضي، أن الإيرانيين عرفوا أن أمنهم مخترق. وطلب أوباما ملفا كاملا عن الموضوع لكي يستعين به, إذا دعت الحاجة, في مفاوضاته مع إيران أو في حشد تعاون دولي لفرض عقوبات عليها.