يقوم مفتشو وكالة الطاقة الذرية الدولية بفحص المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم التي كشفت عنها طهران الشهر الماضي، في ضواحي مدينة قم ، والتأكد من أنها مخصصة للأغراض السلمية. يأتي ذلك وسط نقد وجهه برلمانيون إيرانيون لخطة غربية تقترح تخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، في حين اعتبر مراقبون أن تلك الخطوة إحراج للرئيس الأميركي باراك أوباما. وأكد المتحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي شيرزاديان، أن الفريق الدولي وصل لإجراء "تفتيش روتيني" لكنه لم يفصح عن طبيعة ذلك التفتيش وفق وكالة رويترز. وذكرت قناة العالم الإيرانية، أن الفريق -الذي يضم أربعة خبراء- زار ا منشأة« فوردو» قيد الإنشاء الواقعة على بعد نحو 160 كيلومترا جنوبيطهران. وسيمضي الفريق ثلاثة أيام في إيران، وسيقتصر عمله على زيارة الموقع الذي يتم بناؤه في منطقة جبلية قرب مدينة قم ، جنوبطهران. وسيقوم فريق المفتشين بمقارنة الخطط الفنية للمنشأة بالتصميم الواقعي لها ، وإجراء عمليات تفتيش لتحديد ما إن كانت هناك مواد نووية، ومناقشة دور المنشأة في إطار البرنامج النووي الإيراني وفق ما كان قد أعلن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وتعد عملية التفتيش واحدة من خطوات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى ألمانيا ، بجنيف، في الأول من أكتوبر الجاري. وتأتي زيارة المفتشين -الذين وصلوا طهران صباح أمس الأحد- في وقت أجلت فيه إيران إلى الأسبوع المقبل ردها على مسودة اتفاق مع الوكالة الذرية، وافقت عليها الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا، وتعرض نقل اليورانيوم الإيراني المنخفض التخصيب إلى روسيا لتخصيبه إلى 19.75%، المعدل اللازم لتشغيل مفاعل نووي لإنتاج النظائر المشعة للأغراض الطبية. وانتقد برلمانيون إيرانيون بارزون ا مسودة الاتفاق التي عرضتها الأممالمتحدة, والتي تتضمن إرسال إيران لجزء من مخزونها النووي إلى الخارج. وقال رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، إن الغرب يسعى إلى خداع إيران من خلال اقتراح نقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى الخارج لتحويله إلى وقود نووي. وكرر دعوة مسؤولين إيرانيين اقترحوا شراء الوقود النووي من الخارج بدل قبول المسودة. أما رئيس لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي في البرلمان، علاء الدين بوروجيردي ; فدعا إيران إلى الحذر في تعاملها مع القوى العالمية، فهي -حسب قوله- تحتاج ما لديها من يورانيوم مخصب بنسبة 3.5% لاستخدامه في محطات الطاقة، وبالتالي من مصلحتها شراء الوقود النووي. وقال أبو الفضل زهروند، السفير الإيراني السابق لدى إيطاليا ، إن الخطة بمثابة نوع من التعليق لأنشطة التخصيب الإيرانية، وهو طلب رفضته إيران مرارا. وأضاف زهروند "إذا أردنا تخصيب هذه الكمية ثانية سيستغرق الأمر 18 شهرا على الأقل خلال هذه الشهور الثمانية عشر، سيكون أمامهم الوقت اللازم للضغط على إيران ثانية ; ودفعنا صوب الاتجاه الذي يريدونه"، وقال "هذه المؤشرات من الغرب تسبب انعدام ثقة". في مقابل ذلك، اعتبرت صحيفة« تلغراف» البريطانية , أن رد المشرعين الإيرانيين يشكل صفعة لإستراتيجية الرئيس الأميركي تجاه إيران، وقالت الصحيفة إن تصريحات النواب الإيرانيين تلقي بظلال الشك على إمكانية التوصل إلى تسوية مع المجتمع الدولي. وقالت تلغراف إن "تصلب" النظام الإيراني يزيد إحراج إدارة أوباما والذي أكد في مبادرته تجاه طهران أن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى تغيير نظام الجمهورية الإسلامية ، علاوة على أن الرئيس الأميركي أوقف الدعم المالي للمجموعات المناوئة لحكام طهران وفق الصحيفة. يذكر أن الولاياتالمتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا, أجرت محادثات مع إيران وسط مخاوف غربية من أن تكون إيران تستهدف من برنامجها النووي صنع أسلحة نووية، وتقول إيران إن برنامجها سلمي. وقالت طهران إنها سوف ترد، هذا الأسبوع ، لى عرض الوكالة الدولية والذي يتضمن إرسال إيران كمية من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لمعالجته وتحويله إلى وقود لمفاعل قم.