بدأ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، لتحديد شروط تفتيش المنشأة النووية الجديدة التي كشفت طهران عنها قرب مدينة قم. من جانبه، نفى سعيد جليلي، نائب الرئيس الإيراني وكبير المفاوضين في محادثات جنيف، إجراء أي نقاش حول تعليق تخصيب اليورانيوم في المحادثات مع الدول الكبرى. وقال دبلوماسيون، إن محمد البرادعي سيبقى في طهران حتى اليوم الإثنين ، بهدف تحديد مواعيد وشروط تفتيش الوكالة للمنشأة الجديدة المبنية في قلب جبل قرب مدينة قم التي يرغب مفتشو الوكالة بزيارتها في أسرع وقت ممكن. ويتوقع أن يبحث البرادعي خطط تصدير معظم اليورانيوم المخصب الإيراني لفرنسا وروسيا لتحويله إلى وقود لمفاعل الاستخدام الطبي في طهران. وقال دبلوماسيون إن موافقة طهران في جنيف لبحث مثل هذه الخطة كانت خطوة هامة لبناء الثقة مع الغرب. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية بواشنطن، «هذا أمر عاجل ليس فقط لفتحها، ولكن أيضا لضمان أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستتمكن من الحديث إلى بعض المهندسين هناك والاطلاع على بعض الوثائق والتخطيطات». كما أكد إيان كيلي في مؤتمر صحفي بواشنطن، أن مهلة الأسبوعين التي أعطيت لإيران لفتح منشأتها النووية أمام التفتيش، ليست حتمية، فيما بدا تراجعا عن تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما . ووافقت إيران، في جنيف، على منح الوكالة الذرية حق الزيارة، وذلك أثناء اجتماع عقد مع الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن إلى جانب ألمانيا. في هذه الأثناء، دافع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، عن كشف بلاده عن منشآتها النووية الجديدة، وجدد التأكيد على أنها ليست سرية. وقال أحمدي نجاد، خلال حفل في طهران، إن بلاده تعاملت بنزاهة مع الوكالة الذرية وهي لا تخفي أي منشأة سرية، مشيرا إلى أن المعلومات الخاصة بهذه المنشأة أعطيت إلى الوكالة قبل الموعد المحدد لذلك. ولفت إلى أن «الإعلام الغربي واصل حملته بأن إيران تخفي برنامجا نوويا سريا ، وكرر ذلك مرارا وتكرارا حتى استقر هذا الأمر في أذهان الناس». يأتي ذلك في وقت نفى رئيس الوفد الإيراني، سعيد جليلي، أن تكون محادثات جنيف قد تناولت قضية تخصيب اليورانيوم، مؤكدا حق بلاده القانوني في ذلك. وقال جليلي للصحفيين بعد عودته إلى طهران، إن وفد بلاده أوضح خلال محادثاته مع القوى الكبرى، أن طهران اضطرت لبناء منشأة تخصيب يورانيوم أكثر أمانا بسبب التهديدات بعمل عسكري يستهدفها. وأضاف أن محادثات جنيف لم تتطرق لطلب إيران من الوكالة الذرية مساعدتها في شراء وقود لمفاعل الأبحاث الطبية الإيراني من أعضاء الوكالة القادرين على توريدها.