رحبت إيران والولايات المتحدة بمسودة الاتفاق، التي سلمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكل من إيرانوفرنساوروسيا والولايات المتحدة بشأن إجراءات تحويل اليورانيوم الإيراني المخصب إلى وقود نووي في الخارج. فقد رحبت إيران بمسودة الاتفاق، التي تسلمتها يوم الأربعاء في فيينا ، من مدير الوكالة ، محمد البرادعي , الذي أمهل الدول المعنية يومين للرد النهائي على مسودته. وقال رئيس الوفد الإيراني في محادثات فيينا ، علي أصغر سلطانية، في تصريحات بفيينا ،إنه سعيد بالمناقشات المكثفة والبناءة والناجحة التي أجريت في عاصمة النمسا، وأضاف أنها أكدت عودة أهمية الوكالة الذرية، ومهدت الطريق لتصحيح مسارها بعيدا عن الضغوط الغربية. وأكد سلطانية أن الروس هم المسؤولون عن تخصيب اليورانيوم الإيراني، في إشارة إلى أن طهران تقبل بتصدير معظم ما تملكه من يورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا لرفع درجة تخصيبه. وقال سلطانية إنه سيناقش مسودة الاتفاق مع المسؤولين الإيرانيين، لتحديد الموقف النهائي حيال هذه المسودة. ونقلت أسوشيتدبرس عن دبلوماسيين قولهم إن المفاوضين الإيرانيين عبروا عن دعمهم لمسودة الاتفاق في حال موافقة قادتهم السياسيين عليه. كما رحبت الإدارة الأميركية بالصيغة التي اقترحها البرادعي، وقالت إنها ستقدم ردها , اليوم لجمعة. كما قال المسؤول الفرنسي المكلف بالمفاوضات مع إيران إن بلاده تدعم المقترح الذي تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولم يكشف البرادعي عن مضمون المسودة، واكتفى، في تصريحات للصحفيين، بالقول إنها تعكس نهجا متوازنا لكيفية المضي قدما في حل الأزمة النووية الإيرانية، وعبر عن أمله بأن تعطي الدول الأربع موافقتها النهائية على المسودة بحلول الجمعة. وأضاف البرادعي أن أي اتفاق سيقدم إلى مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة للتصديق عليه في اجتماعه المقبل، المقرر في أواخر نونبر القادم. وأعرب البرادعي عن أمله بأن ينظر الجميع إلى الصورة في مجملها، وأن يدركوا أن هذا الاتفاق جدير بأن يمهد السبيل أمام تطبيع كامل للعلاقات بين إيران والمجتمع الدولي. وقال دبلوماسيون في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا ,إن المسودة تتضمن دعوة القوى الكبرى إيران لإرسال نحو 75% من مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب للخارج قبل نهاية العام الجاري، لتحويله إلى وقود لمفاعل في طهران، ينتج نظائر مشعة تستخدم في أغراض طبية. وقال كبير المفاوضين النوويين الفرنسيين، جاك أوديبير، إن المسودة تطلب من طهران شحن 1200 كلغم من خزينها من اليورانيوم بحلول نهاية العام لتخصيبه في روسيا ثم في فرنسا. في واشنطن، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، إن على إيران أن تتخذ تحركا سريعا لتنفيذ خطة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. من جهتها ، قالت المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة، سوزان رايس، إنه لا تراجع عن عزم واشنطن وإصرارها على ضمان ألا تحصل إيران على أسلحة نووية. وأضافت رايس، في كلمة ألقتها في القدسالمحتلة أمام مؤتمر دولي حول التكنولوجيا، أن على من وصفتها بالدول التي ترفض الوفاء بالتزاماتها في المجال النووي، أن تدفع الثمن. وكان اجتماع فيينا، الذي ترأسه البرادعي، قد تأخر بعض الوقت بسبب إجراء الوفود الأميركية والفرنسية والروسية والإيرانية مشاورات بينها، لكن محللين عزوا تأخر المحادثات إلى إعلان مسؤولين إيرانيين رفضهم أن تكون فرنسا طرفا في أي اتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم. وألمح البرادعي إلى أن الأطراف الأربعة بذلت ما بوسعها لتذليل الخلافات التي تفاقمت بسبب الشكوك في سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، وقال إن جميع المشاركين في اجتماع فيينا كانوا يحاولون استشراف المستقبل ومعالجة الجروح بدلا من النظر إلى الماضي.