قال الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس الخميس، إن إيران لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها النووية، لكنها مستعدة للتعاون في قضايا منها الوقود النووي ومحطات الطاقة والتكنولوجيا النووية.مفتشو الوكالة الذرية يعودون إلى فيينا (أ ف ب) وصرح أحمدي نجاد بأن إمداد مفاعل طهران بالوقود النووي هو فرصة أمام إيران لاختبار صدق القوى الكبرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. من جهة أخرى، عاد صباح أمس الخميس، إلى فيينا فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي قام بتفتيش موقع نووي إيراني في طور البناء لم تكشف عنه طهران للوكالة إلا أخيرا. وبسبب إبلاغ طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن هذا الموقع في 21 شتنبر, أي قبيل وقت قليل من كشف الولاياتالمتحدة عن وجوده, أثار هذا الأمر شبهات الدول الغربية حول حقيقة طبيعة البرنامج النووي الإيراني, الذي يؤكد النظام الإسلامي انه محض مدني بينما يخشى الغربيون أن يهدف إلى إنتاج السلاح النووي. وزار المفتشون, الذين وصلوا إلى إيران في 25 أكتوبر, منطقة جبلية على بعد خمسين كلم من مدينة قم المقدسة في قرية فوردو. وصرح رئيس الوفد هرمن ناكيرستس لدى نزوله من الطائرة للصحافيين "سنحلل الآن المعطيات المستقاة" ونرفع تقريرا للمدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وردا على سؤال حول احتمال العثور على مفاجآت في فوردو, رفض رئيس المفتشين الإدلاء بأي تعليق كما رفض إعطاء أي تفاصيل حول سير عملية التفتيش. وكان يفترض أن يقارن المفتشون المعلومات التي قدمتها طهران حول ذلك الموقع بالواقع الميداني واخذ عينات بيئية لتحديد ما إذا كانت هناك آثار إشعاع. وكانت إيران صرحت أنها مستعدة للدخول في محادثات بناءة مع القوى العالمية بينما أوضحت مرة أخرى أن الجمهورية الإسلامية لن تبحث ما ترى انه حقوقها النووية. وأجرى المفاوض النووي الإيراني سعيد جليلي محادثة تليفونية مع منسق السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قبل يوم من الموعد المنتظر الذي ستسلم فيه طهران ردها على اتفاق صاغته الأممالمتحدة بشأن الوقود النووي في فيينا. وأفادت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية بأن طهران ستقبل إطار مسودة الاتفاق لإرسال جزء من اليورانيوم المخصب الذي لديها إلى الخارج لمزيد من المعالجة لكنها ستطالب أيضا بإدخال تغييرات عليه. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية نقلا عن بيان لمجلس الأمن القومي الأعلى في إيران إن جليلي عبر عن استعداد بلاده لإجراء محادثات بناءة في حديثه مع سولانا. لكنه أضاف إن إيران سترحب فقط بإجراء مفاوضات في إطار الاتفاق المقترح مع أخذ في الاعتبار الأولويات المشتركة. وكان يشير إلى حزمة مقترحات قدمتها في شتنبر إيران إلى القوى العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا التي عرضت الدخول في محادثات أشمل بشأن نزع السلاح النووي العالمي وقضايا أخرى. ولم يشر الاتفاق إلى البرنامج النووي الإيراني الذي تقول طهران انه للاستخدام في الأغراض السلمية لتوليد الكهرباء لكن الغرب يشتبه في انه يهدف إلى صنع قنبلة نووية. واستبعد مسؤولون إيرانيون مرارا إجراء محادثات بشأن (الحقوق النووية) للبلاد ورفضوا مطالب بوقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه في الأغراض المدنية أو العسكرية.