قال كبير مفاوضي الملف الإيراني النووي، سعيد جليلي، أول أمس الثلاثاء، إن إيران أعدت مقترحا جديدا لإزالة القلق حول برنامجها النووي، وHنها مستعدة لإجراء محادثات مع المجتمع الدولي.البرلمان الإيراني يناقش تشكيلة حكومة أحمدي نجاد (أ ف ب) وأعلن جليلي، الذي يشغل منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أن "الحكومة الجديدة ستكون مستعدة بعد تولي مهامها، لتقديم رزمة مقترحاتها من أجل تحقيق العدالة والتقدم والسلام في العالم". ونقلت وكالة مهر للأنباء الإيرانية شبه الرسمية عن جليلي قوله للصحافيين "إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدة، بكل اقتدار وعبر استثمارها لإمكانياتها الوطنية والإقليمية، للتعاون من اجل إزالة القلق المشترك على الصعيد الدولي." ورغم القلق العالمي، إلا أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا مراراً أن مشروع بلادهم النووي يأتي لأهداف سلمية، في الوقت الذي نظرت الدول الغربية إلى هذا الأمر بعين الريبة، خوفاً من امتلاك الدولة الفارسية قنبلة نووية. وأكد جليلي أن "الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه إيران من وراء طرحها لرزمة المقترحات هو تحقيق العدالة والتقدم والسلام على الصعيد الدولي،" موضحا انه "أجريت في العام الماضي محادثات في جنيف بعد تقديم إيران رزمة مقترحاتها الأولى إلا أنها توقفت لسبب يعود للجانب الآخر". وتأتي تصريحات جليلي قبل يوم من موعد انعقاد محادثات سداسية على مستوى رفيع في ألمانيا، تناقش الخطوات التي ينبغي اتخاذها بشأن برنامج إيران النووي. والأسبوع الماضي، أبلغ مصدر مطلع أن المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، زاروا منشأتين إيرانيتين نوويتين، إحداهما عبارة عن مفاعل بحثي كانت إيران منعت المفتشين من زيارته قبل نحو عام. وأضاف المصدر، الذي يعد مطلعاً على الملف النووي الإيراني، أن المفتشين زاروا مصنعاً لتخصيب اليورانيوم في منطقة "ناتانز"، والمفاعل البحثي قيد الإنشاء في "آرك"، الأسبوع الماضي. وتعد الزيارة، وفقاً للمصدر، الأولى للمفتشين إلى مفاعل آرك، وقاموا خلالها بالتأكد من مطابقة معلومات التصميم للمنشأة. وتقول إيران إن ذلك المصنع سينتج نظائر أحادية مشعة للاستخدام الطبي، لكن الوقود المستعمل فيه يمكن إعادة معالجته لإنتاج البلوتونيوم، ما دفع إلى الاعتقاد بأن ذلك المصنع "مصدر قلق متجدد"، وفقاً لتقرير أعدته لجنة البحث التابعة للكونغرس الأميركي. ورفضت إيران مطالب مجلس الأمن الدولي بتعليق إنتاج اليورانيوم المخصب في منشأة ناتانز، قائلة إن ذلك يأتي ضمن حقها في إنتاج وقود يستعمل في الأغراض المدنية. من جهة أخرى، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أن التهديد النووي الإيراني "مبالغ فيه" وأكد ألا شيء يدعو إلى الاعتقاد أن إيران يمكن أن تمتلك السلاح النووي على المدى القصير. وقال البرادعي في حديث ل(نشرة علماء الذرة) الأميركية "اعتقد أن التهديد كان مبالغا فيه" مضيفا "نعم نوايا إيران أمر مثير للقلق وعلى إيران أن تكون أكثر شفافية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي". و أضاف"لكن فكرة أنه في الغد ومع استيقاظنا من النوم في الصباح ستكون إيران امتلكت السلاح النووي هي فكرة لا تصمد أمام الوقائع". وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت الجمعة الماضي في تقرير أن إيران أبطأت إنتاج اليورانيوم المخصب وسمحت لمفتشي الوكالة بالوصول إلى مفاعل الأبحاث في اراك وهو ما كانوا يطالبون به منذ زمن بعيد. ووصفت إيران هذا التقرير ب"الايجابي" مؤكدة في الوقت نفسه على عزمها المضي قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. لكن الولاياتالمتحدة من شان التقرير عندما ذكرت أن إيران ما تزال غير متعاونة تماما مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.