انتقد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس الأربعاء، مطالبة زعماء العالم السماح بدخول المنشأة النووية الإيرانيةالجديدة لتخصيب اليورانيوم، التي يجري بناؤها بالقرب من مدينة قم، التي كشفت عنها طهران أخيرا.صواريخ إيران يصل مداها إلى إسرائيل وأوروبا (أ ف ب) إلا أن مسؤول البرنامج النووي الإيراني، علي أكبر صالحي، كان أعلن، أول أمس الثلاثاء، أن إيران ستبلغ قريبا الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجدول زمني لتفتيش موقعها النووي الثاني لتخصيب اليورانيوم في فوردو (قرب قم) على ما أفادت، قناة "برس تي.في". من جهتها، دعت الصين، أول أمس الثلاثاء، إلى ضبط النفس في التوتر مع إيران التي أثارت استياء العالم بإطلاقها سلسلة من التجارب الصاروخية خلال الأيام الماضية والإعلان عن قيامها ببناء مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم. وصرحت جيانغ يو المتحدثة باسم الخارجية الصينية للصحافيين "نأمل في أن تتمكن الدول المعنية في القيام بمزيد من الخطوات التي من شأنها أن تؤدي إلى تهدئة الوضع وحله بطريقة إيجابية بدلا من العكس". وكشفت إيران للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 21 سبتمبر الجاري، أنها تقوم ببناء مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم. وأطلقت طهران، أول أمس، صاروخي سجيل وشهاب 3 أرض- أرض، الذي تقول إيران إنه يصل إلى مسافة 2000 كلم ليصل إلى إسرائيل وأوروبا. ويأتي إطلاق الصواريخ قبل المحادثات حول الملف النووي، التي ستجري، غدا الخميس، في جنيف بين إيران والقوى العظمى بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة إضافة إلى ألمانيا. وتعارض الصين فرض عقوبات صارمة على إيران بسبب برنامجها النووي التي يقول الغرب انه يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، إلا أن طهران تصر على أنه لأغراض سلمية بحتة. من جانبهم، دعا نواب إيرانيون القوى العظمى، أمس الثلاثاء، إلى عدم تفويت الفرصة "التاريخية"، التي تتيحها المحادثات، التي ستجري في جنيف مع إيران هذا الأسبوع لحل أزمة برنامج إيران النووي. واصدر239 نائبا من أعضاء البرلمان الإيراني البالغ عددهم 290 عضوا تلك الدعوة وقالوا إن المحادثات التي ستجري الخميس هي "اختبار مهم جدا لمجموعة 5+1". وفي بيان بثته وكالة، إيسنا للانباء، قال النواب "نعلن دعمنا للمحادثات المقررة في إطار مجموعة المقترحات التي قدمتها إيران وننبه الدول المشاركة في المفاوضات إلى أن هذه فرصة تاريخية يمكن ان تخفف من حدة الازمة وتحل المشكلة". وأضاف النواب "نحن ننصح المجموعة (الدولية) بشدة باغتنام هذه الفرصة التاريخية. وإذا ما كررت المجموعة أخطاء سابقة فلإن المجلس (البرلمان) وكما فعل في السابق، سيضع قرارات أخرى على أجندته"، في تهديد مبطن بالتوصية. من جانبها، أدانت كندا، أمس الثلاثاء، المناورات العسكرية الإيرانية للصواريخ وحثت طهران على أن توقف "فورا" برنامج الصواريخ البالستية والتعاون كليا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال وزير الخارجية، لورانس كنون، في بيان إن "كندا تحث إيران على أن تضع حدا فورا لبرنامج الصواريخ البالستية"، مضيفا أن أنشطتها النووية السرية "تشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الدوليين". وأضاف "نطلب بإصرار من إيران التعاون كليا وعلى جميع الأصعدة، مع التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول مجمل برنامجها النووي، بما في ذلك أنشطتها السرية لتخصيب اليورانيوم". وأعرب كنون عن عزم بلاده "إيجاد مخرج ملائم لهذا التهديد طالما أن إيران لن تحترم واجباتها الدولية". وقال أيضا "نرجو إيران أن تعيد النظر في مسألة نشاطاتها النووية غير السرية مع الأسرة الدولية، عندما ستلتقي الأعضاء الدائمي العضوية في مجلس الأمن وألمانيا" في مستهل أكتوبر المقبل.