كررت ايران الجمعة تاكيد عزمها على مواصلة برنامجها النووي وكشفت مجسما لجهاز جديد للطرد المركزي بقدرة تفوق الاجهزة التي تملكها حاليا رغم تهديدات الدول الغربية الكبرى. واكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الجمعة في كلمة القاها لمناسبة اليوم الوطني للطاقة النووية ان التهديدات الدولية لن تؤدي الا الى "تعزيز تصميم ايران". وقال الرئيس الايراني ان الغربيين الساعين الى فرض عقوبات على طهران "عليهم ان يدركوا انهم مخطئون في السعي الى تغيير ارادة ايران، فهذا النوع من الاعمال لن ينجح الا في تعزيز التصميم الايراني". وتابع احمدي نجاد ان السياسة النووية الايرانية "منطلقة في طريق لا عودة فيها" مكررا ان "ايران دولة نووية، سواء اقر اعداؤها بذلك ام لا". من جهة اخرى، اكد احمدي نجاد ان بلاده "تعارض القنبلة النووية"، منتقدا القوى النووية التي تملك هذا السلاح وبدأت تروج لوجوب عدم انتشاره. وقال "نعتبر ان الاسلحة النووية غير انسانية". وتابع ان اتهامات الدول الغربية للجمهورية الاسلامية ترمي الى "تبرير حفاظها على ما تملكه" من اسلحة. وانتقد اسرائيل من دون تسميتها، واصفا اياها بانها "دولة دمية تملك كميات (من الاسلحة النووية) لكنها مدعومة" من الغربيين. وخاطب احمدي نجاد القوى النووية الغربية "ان اردتم منع الانتشار ونزع السلاح، انزعوا سلاحكم انتم، وسلاح اصدقائكم". ورد المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "اذا ارادت ايران ان يصدق المجتمع الدولي ما تقول، وان نواياها سلمية في برنامجها النووي، فهي لا تحتاج بالتالي الى اجهزة طرد مركزي اكثر سرعة او من الجيل الثالث". واضاف كراولي ردا على التصريحات الايرانية التي رافقت كشف الجهاز الجديد "علينا الاستخلاص ان البرنامج النووي الايراني ينطوي على نوايا مسيئة". وفي لندن، قال متحدث باسم الخارجية البريطانية "نشعر بقلق شديد حيال البرنامج النووي لايران التي اخفقت في طمأنة المجتمع الدولي الى ان برنامجها ينطوي على اغراض بحت سلمية". وتأتي التصريحات الايرانية غداة اجتماع الدول الست الكبرى الموكلة ملف ايران النووي (الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا والمانيا) الخميس لبحث تعزيز العقوبات الدولية على طهران. وتأتي كذلك بعد اعلان واشنطن سياسة نووية جديدة تستهدف ايران وكوريا الشمالية، معتبرة انهما قد تشكلان هدفا لهجوم اميركي. وسبق ان انتقد احمدي نجاد الاربعاء هذا التهديد لطهران، وحذر الجمعة قائلا "سنقطع اي يد تسعى الى ضرب ايران، في اي مكان في العالم". وادلى الرئيس الايراني بتصريحاته الجمعة بعد كشف مجسم جهاز للطرد المركزي من الجيل الثالث بقدرة تخصيب تفوق بستة اضعاف الاجهزة الموجودة في منشأة نطنز (وسط). واعلن رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي في كلمة سبقت خطاب احمدي نجاد ان جهاز الطرد المعروض "تمت تجربته بنجاح" وان بلاده تعمل من اجل استخدامه مع ربيع 2011. وتملك ايران حاليا نحو 8600 جهاز للطرد المركزي في منشأة نطنز، ما خولها انتاج اكثر من طنين من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5%، بحسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما بدأت ايران في اذار/مارس بانتاج اليورانيوم العالي التخصيب (20%)، ما اثار استياء الغربيين وقسم من المجتمع الدولي الذي يخشى سعي ايران الى التزود بالسلاح النووي تحت غطاء برنامجها المدني. واوضح صالحي ان ايران تقوم باعداد مركز انتاج يستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لانتاج الوقود الذي تحتاج اليه في مفاعل ابحاثها النووية في طهران. وتشكل حاجات هذه المنشأة احد المبررات الاساسية التي تسوقها ايران لانتاج اليورانيوم العالي التخصيب، وذلك رغم العقوبات الدولية التي فرضت عليها بسبب سياستها النووية.