جرت في مدينة جنيف السويسرية، جولة جديدة من المحادثات المتعلقة بالملف النووي الإيراني بين طهران ودول مجموعة "5+1" التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ; وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، إضافة إلى ألمانيا. وتسعى الولاياتالمتحدة والقوى الغربية إلى إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي خشية أن يساعدها على تصنيع أسلحة نووية، في حين تؤكد طهران أن برنامجها مخصص لأغراض سلمية فقط. وقبل ساعات من انطلاق المحادثات ، قالت إيران الأربعاء إنها تنظر إليها على أنها "فرصة واختبار"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن "حقوقها النووية" ليست مطروحة للنقاش. ومن جانبها اعتبرت الولاياتالمتحدة أن هذه المحادثات بداية "عملية صعبة على نحو غير عادي"، علما بأن هذه ستكون أولى محادثات في هذا الشأن منذ تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما السلطة في بلاده. ومع استبعاد طهران أي نقاش لبرنامجها النووي، لا توجد علامة تذكر على أن الاجتماع ا سيؤدي إلى أي انفراج في النزاع الدائر بين الجانبين منذ فترة طويلة، والذي تصاعد مؤخرا بعدما كشفت طهران عن امتلاكها منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم. في الوقت نفسه حرص الطرفان على تقديم إشارات إيجابية في الساعات الماضية، حيث نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول كبير بإدارة أوباما أن واشنطن لن تهدد طهران بعقوبات خلال محادثات جنيف، وأن اليوم هو للحوار لا للضغط، لكنه أضاف في الوقت نفسه أن بلاده ستكون مستعدة للسعي إلى العقوبات إذا وجدت ذلك ضروريا. على الجانب الآخر، نقلت وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية شبه الرسمية عن الرئيس محمود أحمدي نجاد ; أن بلاده ستقترح قيام منشأة ثالثة بتخصيب اليورانيوم، دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يعني أن إيران ستوقف عملياتها للتخصيب. وقد ترأس الوفد الأميركي في المحادثات السداسية بجنيف , مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية، ويليام بيرنز، في حين ترأ س الوفد الإيراني كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني، سعيد جليلي. على صعيد آخر، قام وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، يوم الأربعاء الماضي، بزيارة نادرة لواشنطن لتفقد قسم رعاية المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية، دون أن يجري لقاءات مع مسؤولين أميركيين كما ذكر المتحدث باسم الخارجية الأميركية.