أكدت دول مجموعة الست التي تضم الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا أنها أجرت محادثات "بناءة جدا" بشأن عقوبات جديدة تستهدف برنامج إيران النووي، بيد أن دبلوماسيين توقعوا أن يتأخر الاتفاق على النص الذي سيعرض على مجلس الأمن. وقال السفير الصيني بالأممالمتحدة لي باودونغ للصحفيين بعد خروجه من اجتماع مغلق استغرق ثلاث ساعات، "لقد كانت مشاوراتنا بناءة للغاية" مضيفا "أصبح لدى كل منا تفهم أفضل لمواقف كل من الأطراف الأخرى". بدوره قال السفير الفرنسي جيرار أرو للصحفيين "تطرقنا إلى لبّ الموضوع.. نحن نسير قدما وبالتأكيد فإننا سنعقد اجتماعات أخرى". وأضاف "أعتقد أنه يوجد اتفاق بين الدول الست". والتقى سفراء الدول الست في مقر البعثة الأميركية لدى الأممالمتحدة في ثاني اجتماع في أسبوع منذ أن وافقت بكين على الانضمام إلى المحادثات. وأبدى سفيرا الصين وروسيا -وهما الدولتان الأقل تحمسا حسب مراقبين للعقوبات- قدرا من التفاؤل أقل مما عبر عنه السفير الفرنسي، لكنهما أكدا أن المحادثات كانت بناءة. وقال السفير الروسي فيتالي شوركين إن القوى الست ستعقد اجتماعا جديدا "قريبا جدا". حزمة رابعة من العقوبات ويناقش السفراء مسودة قرار أميركي تم توزيعها أول مرة قبل أسابيع تقضي بفرض حزمة رابعة من العقوبات على إيران بسبب أنشطتها النووية التي يعتبر الغرب أن هدفها صنع سلاح نووي بينما تقول طهران إنها سلمية. وتقترح المسودة قيودا جديدة على المصارف الإيرانية وحظرا شاملا على الأسلحة وإجراءات أكثر صرامة ضد الملاحة الإيرانية وإجراءات ضد أعضاء الحرس الثوري الإيراني وفرض حظر على الاستثمارات الجديدة في قطاع الطاقة الإيراني. وقال دبلوماسيون إن السفير الصيني لمح إلى استيائه من المقترحات التي تؤثر على قطاع الطاقة الإيراني في اجتماع استمر ثلاث ساعات الخميس الماضي مع نظرائه من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانياوروسيا. وقلل دبلوماسي في نيويورك على علم بالمفاوضات من فرص التوصل إلى اتفاق الشهر الحالي. وقال قبل اجتماع الأربعاء "يجب ألا يفاجأ أحد بأنهم منقسمون.. الصينيون يريدون شيئا أضعف وأضيق بكثير" من مسودة القرار الأميركي. ويقول دبلوماسيون إن روسيا أكثر حرصا من الصين على فرض عقوبات جديدة على إيران، لكنها أيضا تريد تخفيف النص. وحتى إن تمكن الأعضاء الخمسة الدائمون من الاتفاق على نص فإن المناقشات قد تطول مع الأعضاء العشرة غير الدائمين حسب محللين. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما دعا أمام ممثلي 46 دولة بقمة الأمن النووي في واشنطن، الثلاثاء الماضي، لفرض عقوبات على وجه السرعة على إيران، لكنه أقر بأن الصين لديها مخاوف بشأن الآثار الاقتصادية، وقال إن المفاوضات صعبة. في الأثناء قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الروسية سيرغي كيريينكو; إن مفاعلا تبنيه روسيا في محطة الطاقة النووية الإيرانية في بوشهر من المقرر أن يبدأ العمل في غشت المقبل. وقال كيريينكو للصحفيين خلال زيارة للأرجنتين "تدشين المفاعل من المقرر أن يكون في غشت القادم.. نحن نسير وفق الجدول المحدد" مقللا من أي مخاوف أمنية بشأن المفاعل. واعتبر أن أي عقوبات محتملة ضد طهران بسبب برنامجها النووي "ليس لها علاقة بمفاعل بوشهر". ووافقت روسيا على بناء المفاعل الذي تبلغ قدرته ألف ميغاوات في بوشهر قبل 15 عاما، لكن تأجيلات عطلت المشروع الذي تبلغ قيمته مليار دولار ويمثل أول محطة للطاقة النووية في إيران.