أعلنت إيران رفضها للمهلة التي حددها الرئيس الأميركي لحل الأزمة النووية ، وسط أنباء تشير إلى جدية واشنطن في اعتبار نهاية العام الجاري موعدا نهائيا قبل اتخاذ إجراءات عقابية ضد طهران على خلفية رفضها مسودة فيينا. ففي مقابلة تلفزيونية أجريت معه ، رفض الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، المهلة التي وضعها الرئيس الأميركي، باراك أوباما , أمام القيادة الإيرانية للقبول بمسودة اتفاق فيينا الذي طرحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن مبادلة الوقود النووي. وأوضح الرئيس الإيراني -الذي جدد تمسك بلاده بحقها النووي- أن إيران هي التي قدمت الاقتراح المرتبط بالوقود النووي ; وبالتالي، ووفقا للوائح ، فإن العرض الخاص بالوقود غير مشروط، متهما الإدارة الأميركية بفرض شروط سياسية على مسألة تقنية. وسخر أحمدي نجاد من المزاعم الأميركية بشأن برنامج بلاده النووي، ووصفها بأنها أصبحت أشبه بمسلسل تلفزيوني، وجدد رفض بلاده لسياسة التخويف والعدوان ، مؤكدا أن إيران ستعمل على رفع نسبة تخصيب اليورانيوم لديها إلى 20% إذا رفضت الدول الست الكبرى العرض الذي قدمته الحكومة الإيرانية. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ; رامين مهمانبرست، قد أعلن رفض بلاده لأي مهلة بخصوص برنامجها النووي، وقال إن طهران لا تزال تنتظر رد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا ، على عرضها بخصوص مبادلة الوقود النووي في جزيرة كيش، وهي منطقة تجارية حرة تابعة للسيادة الإيرانية في الخليج العربي. ووصف مهمانبرست هذه المواقف بأنها تكرار للسياسات الغربية الخاطئة تجاه إيران. يشار إلى أن مسودة فيينا تنص على أن تقوم إيران بتسليم كامل مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب، مقابل تسليمها كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% من روسيا أو فرنسا من أجل تشغيل مفاعل طهران للأبحاث الطبية لإنتاج النظائر المشعة المستخدمة في علاج أمراض السرطان. في هذه الأثناء، أكد مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى أن إدارة الرئيس أوباما سوف تبدأ التحرك لفرض عقوبات على إيران بسبب عدم استجابتها للمطالب الدولية بشأن برنامجها النووي، بداية من يناير المقبل، على أن يبدأ التحرك في مجلس الأمن في أعقاب تشكيل المجلس الجديد مع انضمام دول جديدة إلى قائمة الدول المؤقتة العضوية. ونقل عن مسؤول أميركي رفيع المستوى قوله إن عملية التحرك لفرض عقوبات، سوف يجري التكتم عليها خلال الجزء الأول من الشهر المقبل، في حين تقوم الإدارة الأميركية بجس نبض القوى الحليفة للولايات المتحدة بشأن معاقبة إيران. وقال مسؤول آخر -وفقا لتقارير إعلامية- إن لدى واشنطن ثقة كبيرة بأن روسيا ستدعم إستراتيجية الولاياتالمتحدة بشأن إيران، لافتا إلى أن الرئيس أوباما ناقش هذه المسألة ، يوم الجمعة الماضي، مع نظيره الروسي، ديمتري ميدفيديف، أثناء مشاركتهما في قمة الأممالمتحدة للمناخ بكوبنهاغن.