التقى الوفدان الإيراني والأميركي في محادثات فيينا ، مباشرة، لبحث ملف طهران النووي . وحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن الاجتماع الإيراني الأميركي، الذي حضره المدير العام للوكالة الذرية ، محمد البرادعي، ركز على مسألة قيام واشنطن بإعادة صيانة التجهيزات والمعدات الإليكترونية لمفاعل طهران المخصص للأبحاث العلمية. وفي تعليقه، على محادثات فيينا, أعرب البرادعي عن أمله في التوصل لاتفاق, مضيفا "أعتقد أننا نحرز تقدما, ربما يكون أقل مما توقعت, ولكننا نمضي قدما ". وأضاف المدير العام للوكالة الذرية للصحفيين "قضينا اليوم كله في مشاورات ثنائية وثلاثية, ولا نزال نأمل أن نتمكن من الوصول لاتفاق". واستطرد "إنها عملية معقدة كما تعرفون، ويوجد جانب فني وقضايا فنية كثيرة يتعين علينا تحليلها، وهناك بالطبع مسألة ضمانات بناء الثقة". ووصف سفير إيران لدى الوكالة الذرية، علي أصغر سلطانية، المشاورات في فيينا ، ب"البناءة". وجاءت تلك التصريحات, بعد تأخر جولة هذه المحادثات إثر إعلان مسؤولين إيرانيين رفضهم أن تكون فرنسا طرفا في أي اتفاق بشأن تخصيب اليورانيوم. ولم تعلن الوكالة الدولية سبب تأخير المحادثات، غير أن وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، قال، في وقت سابق بطهران، إنه لا حاجة إلى فرنسا في هذه المحادثات، التي تشارك فيها الولاياتالمتحدةوروسيا بالإضافة إلى ممثلين عن الوكالة. وأضاف متكي أن الوكالة الدولية اتصلت ببعض الدول، وقبلت روسياوالولاياتالمتحدة المشاركة في المفاوضات لتزويد إيران بالوقود النووي. وتابع أن المفاوضات ستجرى مع واشنطن وموسكو بهذا الشأن، وأن بلاده لا تحتاج الكثير من الوقود، ولا تحتاج تبعا لذلك إلى عدد كبير من الدول في هذه المباحثات، مضيفا "لا حاجة لحضور فرنسا". وتتمحور مفاوضات فيينا حول اتفاق يضمن لطهران إعادة تخصيب 1200 كيلوغرام من اليورانيوم بشكل يستحيل معه تحويله لأغراض عسكرية. كما تتيح هذه المحادثات الفرصة الأولى للبناء على مقترحات لنزع فتيل الأزمة بشأن أنشطة إيران النووية التي أثيرت في اجتماع رفيع المستوى بجنيف ، مطلع أكتوبرالجاري. ووافقت إيران، في اجتماع جنيف، على السماح لعمليات تفتيش تجريها الأممالمتحدة في موقع نووي قرب مدينة قم، كما وافقت، من حيث المبدأ ، على إرسال يورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج لتحويله إلى وقود لمفاعل في طهران ينتج نظائر طبية. وأشار دبلوماسيون غربيون إلى أن إيران أبدت استعدادها في جنيف لشحن ثلاثة أرباع مخزوناتها المعلنة من اليورانيوم المخصب بنسبة 5% لروسيا لزيادة تخصيبه إلى نسبة 19.7% ، ثم إلى فرنسا لتصنيعه في صورة قضبان وقود، لكن التصريحات الإيرانية الأخيرة ضد فرنسا ربما تبدد التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن.