تعقد جمعية هيئات المحامين بالمغرب، يوم غد الجمعة، اجتماعا يتضمن نقطة فريدة، تتعلق بمناقشة الشؤون المهنية. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن الاجتماع المذكور سيناقش بشكل مستفيض ما بات يعرف ب"فضيحة امتحان المحاماة"، التي هزت وزارة العدل. وأوضح مصدر من جمعية هيئات المحامين بالمغرب، رفض ذكر اسمه، أن اللقاء سيخصص لمناقشة تداعيات الامتحان وما رافقه من ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وشدد المصدر نفسه على أنه لم يتم تحديد موقف واضح وصريح بخصوص هذه الواقعة، مشيرا إلى أن النقاش غدا من شأنه أن يسفر عن وجهة نظر مكتب الجمعية. وعبر مجموعة من المحامين، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن تذمرهم من هذا الأمر، محملين المسؤولية في ما لحق المهنة من انتقادات لوزارة العدل في شخص الوزير عبد اللطيف وهبي. كما ينتظر أن يثير اجتماع جمعية هيئات المحامين بالمغرب ملف الضريبة على القيمة المضافة، ومآل اللجنة التي تم تشكيلها، إلى جانب موقف الجمعية من مشاريع قوانين مهنة المحاماة والمسطرة المدنية والجنائية. ويسود غليان كبير وسط مجموعة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وجهوا انتقادات إلى هيئات المحامين بسبب صمتها عما عرفه امتحان الأهلية من خروقات، وفق تدويناتهم. وكتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي على إحدى الصفحات الخاصة بالتحضير لامتحان المحاماة: "سيشهد التاريخ عن اليوم الذي وضعت فيه هيئات المحامين (كمؤسسات) رأسها في الرمل". وخرج المحامي بهيئة مراكش رئيس جمعية حماية المال العام بالمغرب، محمد الغلوسي، ليوجه بدوره انتقادات إلى وزارة العدل، موردا أن المسؤول الوزاري "أساء كثيرا لمنصبه كوزير للعدل، مرغ الوزارة في الوحل ولا يليق به أن يكون رجل دولة". وتعالت أصوات آلاف المترشحين لاجتياز امتحان المحاماة، إلى جانب هيئات حقوقية، مطالبة بفتح تحقيق قضائي حول نزاهة الامتحان، خاصة في ظل وجود شبهات فساد، بالنظر إلى تمكن أسماء مجموعة من الشخصيات النافذة وأبناء عائلات سياسية معروفة بالنجاح في الاختبار الكتابي. وكان وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، عقب على نجاح بعض المترشحين في الامتحان المنتمين إلى أسر معروفة سياسيا ومهنيا بالقول: "هناك اسم عائلي يحمله 25 شخصا، نجح منه أربعة أشخاص فقط، لكن البعض يتحدث عن السبب في نجاح هؤلاء". وفي الوقت الذي ارتفعت فيه الأصوات المنددة بالامتحان الكتابي وبالأسماء العائلية التي تمكنت من اجتيازه، أكد المسؤول الحكومي ذاته أن المترشحين الذين تمكنوا من النجاح استطاعوا التفوق بالنظر إلى أن مجموعة منهم اجتازت التداريب في مكاتب المحامين أو في المحاكم، مشددا على أنه "لا يوجد أحد حصل على المعدل ولم ينجح".