معطيات صادمة كشفها وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، اليوم الإثنين في نهاية جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، حول النقص الكبير الذي يعانيه المغرب على مستوى الموارد البشرية في مجال الصحة النفسية. وقال آيت الطالب، ردا على مداخلات الفرق النيابية حول واقع الصحة النفسية في المغرب، إن "الاضطرابات العقلية تتميز بكلفتها الثقيلة، سواء على الصعيد الاجتماعي أو الاقتصادي، وبظاهرة الوصم التي تؤدي إلى التمييز، ما يحد من ولوج هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات إلى العلاج". وبخصوص الموارد البشرية في مجال الصحة النفسية، كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية أن عدد الأطباء الاختصاصيين في الطب النفسي لا يتعدى 121 طبيبا، منهم 11 التحقوا سنة 2021 و15 التحقوا سنة 2022، في حين لم يتعد عدد الخريجين من هذه الفئة سنة 2022 سبعة أطباء نفسانيين. ولفت وزير الصحة والحماية الاجتماعية إلى أن هذه الأرقام تكشف ضعف إقبال الأطباء على هذا التخصص رغم تخصيص مناصب له. وبحسب آيت الطالب فإن المغرب يتوفر اليوم على أقل من طبيب نفساني لكل 100 ألف نسمة مقارنة مع المعدل العالمي المقدر ب 1.7 لكل 100 ألف نسمة، في حين أن معدل الدول الأوروبية يصل إلى 9.4 لكل 100 ألف نسمة، مضيفا أننا في المغرب مازلنا بعيدين عن الوصول إلى هذا الرقم. مقابل ذلك، لا يتعدى عدد المساعدات الاجتماعيات 14 مساعدة في القطاع العام، "وهذا رقم مخيف"، يؤكد الوزير، مشيرا إلى أن الأمر ذاته ينطبق على الأخصائيين النفسانيين. وبخصوص الأسرة الاستشفائية، أوضح آيت الطالب أن المغرب يتوفر على 25 مصلحة للطب العقلي مدمجة في المستشفيات، وتضم 825 سريرا، كما يتوفر على 11 مستشفى للأمراض النفسانية، تضم 1341 سريرا، و3 مصالح جامعية استشفائية لطب الإدمان تضم 46 سريرا. كما شدد وزير الصحة والحماية الاجتماعية على أن هذه الطاقة السريرية غير كافية لسد حاجيات الساكنة، لاسيما أن حوالي 20 في المائة من هذه المصالح تبقى معطلة بسبب الاستشفاءات غير المناسبة، التي تكون لدواع اجتماعية وإنسانية وليست لدواع طبية. في السياق ذاته، كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية أن الميزانية المرصودة لأدوية الصحة النفسية تتجاوز 83 مليون درهم، وهي غير كافية لسد الحاجيات؛ ومن جهة أخرى أفاد بأن وزارة الصحة ستستمر في إنشاء مصالح الطب العقلي المدمجة في المستشفيات العامة، حيث يرتقب بناء وتجهيز 3 مستشفيات للصحة العقلية بكل من أكادير والقنيطرة وبني ملال، تضم 120 سريرا لكل مستشفى؛ كما ستتم إعادة بناء مستشفى الأمراض النفسية ببرشيد.