48.9 في المائة من الفئة العمرية من 15 سنة فما فوق على الأقل في المغرب، عاشت اضطرابا نفسيا في حياتها، منها قلة النوم والقلق والاكتئاب. وحسب المعطيات الرسمية عن الأمراض النفسية والعقلية بالمغرب، فإن مرض الاكتئاب يصيب 26.5 في المائة من المغاربة، بينما يشكو 3 في المائة مرضا نفسيا متمثلا في الإفراط في تناول المخدرات، و2.8 مصابون بالإدمان عليها. كما أن 2 في المائة مرضى نفسيون بسبب الإفراط في تناول الكحول، و1.4 في المائة مدمنون على الشرب، حسب معطيات قدمها هشام البري، رئيس مصلحة الأمراض غير السارية، بوزارة الصحة، خلال زيارة المركز النفسي النهاري "النسيم"، التابع للمستشفى الجامعي محمد السادس في مراكش، بناء على نتائج البحث الوطني حول الصحة النفسية للسكان، الذي استمر بين سنة 2003 و2006. ويبرز المخطط الوطني لتتكفل بالأمراض النفسية والعقلية أن قطاع الصحة النفسية والعقلية يشكو خصاصا كبيرا في عدد الموارد البشرية، بسبب ضعف الإقبال على التكوين في هذا التخصص، وهو ما تعكسه الأرقام حول الموضوع، إذ لا يتعدى عدد أطباء الأمراض النفسية والعقلية 273، أي ما يعادل 0.85 طبيب لكل 100 ألف نسمة، مقابل 1.25 على المستوى العالمي. أما ممرضو الطب النفسي والعقلي، فلا يتعدى عددهم 783 طبيبا، أي 2.43 ممرض لكل 100 ألف نسمة، مقابل 5.80 على المستوى العالمي. أما الاستشارة الطبية النفسية والعقلية في المؤسسات الصحية الأساسية، فهي موجودة في 83 مؤسسة، ما يمثل 0.25 في المائة من المؤسسات الصحية الأساسية، مقابل 0.61 في المائة على الصعيد الدولي، وتصل الكثافة السريرية للصحة العقلية 6.3 سريرا لكل 100 ألف نسمة، مقابل 8.4 على المستوى العالمي، علما أن جهتين لا تتوفران على أي بنية للطب النفسي والعقلي، هما جهة واد الذهب لكويرة وجهة كلميمالسمارة، ولا تتوفر على مراكز استشفائية لعلاج الأمراض النفسية والعقلية. وبالموازاة مع ذلك، تفيد الأهداف المحددة كميا ضمن المخطط الوطني للتكفل بالأمراض النفسية والعقلية بتوفير طبيب نفساني لكل 100 ألف نسمة، أي 340 طبيبا عوض 273 حاليا، وتوفير سرير واحد لكل 10 ألاف نسمة، أي 3400 سرير عوض 2043 حاليا، وبلوغ نسبة 10 في المائة من المؤسسات الصحية الأساسية التي ستجري فيها الاستشارة الطبية الخاصة بالصحة النفسية والعقلية، في 260 مؤسسة عوض 83 حاليا. وبناء مستشفى متخصص في الطب النفسي والعقلي في كل جهات المملكة. وتصاحب هذه الأهداف محاور للتدخلات الأساسية، منها تعزيز العرض الخاص بالطب النفسي والعقلي، ببناء مستشفيات جهوية متخصصة في كل من أكادير والقنيطرة وقلعة السراغنة، وإحداث 3 وحدات للطب النفسي والعقلي للأطفال في كل من الرباط وفاس ومراكش، وإحداث 10 مصالح مندمجة للطب النفسي والعقلي في المستشفيات العامة.