كشفت إحصائيات صادرة عن وزارة الصحة عن إصابة 5 ملايين و533 مغربيا بمرض الاكتئاب، بينما يعاني 200 ألف من اضطراب انفصامي. وكشف هشام بري، المسؤول عن الصحة النفسية والعقلية بمديرية الأوبئة بوزارة الصحة أن قرابة 49 في المائة من الفئة العمرية 15 سنة فما فوق، عرفت على الأقل اضطرابات نفسانية في حياتها والمتمثلة في قلة النوم، والأرق، والاكتئاب...، مشيرا إلى أن نسبة المفرطين في تناول المخدرات بلغت 3 في المائة، بينهم 2.8 في المائة مدمنون، بينما بلغت نسبة المفرطين في تناول الكحول 2 في المائة، بينهم 1.4 في المائة مدمنون. وأشار بري في عرض ألقاه بحضور رشيد خداري، ممثل وزارة الصحة، ومحمد حريف، مدير المستشفى الجامعي محمد السادس، وعبد الرحيم بريطع، المندوب الجهوي للثقافة، وفاطمة العسري رئيسة مستشفى ابن النفيس للأمراض العقلية والنفسية، والبروفسور بلقاضي الكاتب العام للمستشفى الجامعي، إلى أن الاستشارات الطبية النفسية والعقلية بالمؤسسات الصحية الأساسية توجد في 83 مؤسسة، أي ما يمثل 0.25 في المائة من المؤسسات الصحية الأساسية، مقابل 0.61 في المائة على الصعيد الدولي، بينما تبلغ الطاقة الاستيعابية في مجال الصحة النفسية والعقلية 30 وحدة بمعدل 2043 سريرا. وأوضح المتحدث أن الكثافة السريرية للصحة العقلية بلغت 6.3 أسرة لكل 100 ألف نسمة، مقابل 8.4 على المستوى العالمي، مشيرا في هذا الصدد إلى أن جهتين لا تتوفران على بنية الطب النفسي والعقلي، وهما جهة وادي الذهب الكويرة، وجهة كلميمالسمارة، اللتان تدخلان في إطار مخطط الوزارة من أجل تفادي هذا الخصاص، يقول ممثل وزارة الصحة. وكشف بري الخصاص المهول في الطاقم الطبي الخاص بالأمراض النفسية والعقلية، حيث يبلغ عدد أطباء الأمراض النفسية والعقلية 273 طبيبا، أي بنسبة 0.85 طبيب لكل 100 ألف نسمة مقابل 1.25 على المستوى العالمي. أما ممرضو الطب النفسي والعقلي فيبلغ عددهم 783، أي 2.43 ممرضا لكل 100 ألف نسمة، مقابل 5.80 على المستوى العالمي. وبخصوص الأهداف التي تضعها الوزارة في مخططها فتتمثل في طبيب لكل 100 ألف نسمة، أي 340 طبيبا عوض 273، وكذا سرير واحد لكل 100 ألف نسمة أي 3400 سرير عوض 2043 حاليا. وأشار بري، بعد زيارته لمستشفى ابن النفيس، الذي يتوفر حاليا على 10 أسرة و5 ممرضين و5 أطباء نفسانيين إلى أنه سيتم إحداث ثلاث مستشفيات جهوية متخصصة في الطب النفسي والعقلي بكل من أكادير والقنيطرة وقلعة السراغنة، وكذا إحداث 3 وحدات للطب النفسي والعقلي للأطفال في كل من الرباط وفاس ومراكش، وتخصيص ما يفوق 2 في المائة من ميزانية الدواء لأدوية الصحة النفسية والعقلية، أي 52 مليون درهم سنويا. وأشار محمد حريف، مدير المستشفى الجامعي محمد السادس إلى أن المصحة خرجت عن نطاق الطابع التقليدي للمستشفيات الخاصة بهذه الأمراض، مشيرا إلى أنه تم توفير عدد من الفضاءات والمجالات التي «تبشر المريض ولا تنفره»، وبناء المستشفى بطريقة لا تحيل على السجن، وهو ما أعطى أكله خلال هذه المدة الوجيزة على عمل المصحة، والتي لم تتجاوز 8 أشهر.