: أخطاء الساسة، تزييف الوعي وتدبير المعارك الهامشية 1- رصد للوقائع في الساحة السياسية، الربط الجدلي من أجل الفهم يمكن اجمال بعض من تلك التطورات المثيرة في المشهد السياسي، في الايام الماضية، في التالي: • -التصريحات الاخيرة لزعيم حزب وطني معارض-تسلق قيادته حديث- وسبق أن كانت له أرصدة معتبرة من النضالية، لكنها صارت كامنة في رحم التاريخ ومتخفية تؤثت المتاحف، تصريحات مفتقدة للمنطق العلمي والاتزان الاخلاقي والجدية المعقولة، تصريحات أريد لها أن تفجر فقاعات و تخلق اثارات شاردة عن قضايا الناس الحقيقية وعن نبض المرحلة، حاولت أن تستفز المجتمع في مرجعيته ممثلة في استعمال ثوابت قطعية من النص الديني في السجال السياسي، لكن كل تلك الخرجات العنترية مرت كطلقة فارعة في الهواء حتى صارت هباء، زادت في تبئيس خطاب القادة الجدد لذلك الحزب، • -انبعاث نكرة من النكرات وواحد من اشباه الفقهاء يدعى ابي نعيم من المنتسبين زورا لصف الدعوة لينفث خطابا للتشيير بالكفر و ترويج الفتنة –انه النكرة الذي افتقد الوسطية وركب لغة العدم والمصادرة والتحريف والتخريف- افتقدت لغته للوسطية والحكمة، و فهمت لحظتها أن المطلوب هو ارادة اقتحامه في المجال العام اوتسليط الضوء بمكر وخبث مبيت على ردود أفعاله بل والترويج لها والتركيز عليها لا غيرها، في الوقت الذي يتم التشنيع ضد رموز الاعتدال والوسطية والغائهم وتغييب صوتهم، • -بعيدا عن النبش –بمنطق المؤامرة في المقاصد، وفي من له المصلحة في اثارة ذلك ، قد مر معنا ذلك في مقال سالف- فقد أريد لصوت الاعتدال والوسطية والاعتبار أن يخرس وللنقاش ان ينسف من أساسه، لم أفهم ما ذا يريد هؤلاء البعض من ذوي السطوة والنفود من وراء شن هجومات متتالية على رموز الوسطية والاعتدال وابعادهم من دائرة النقاش العام وتوجيه الرأي العام تنكيا عنهم واستحضارا لصوت التطرف والغلو، • -أدري انهم لا يكنون ودا لمرجعية الامة المغربية ولا لارادتها، وهم لا يريدون سوى الاستثمار الارعن في الانفلات والزيغ والتهييج، ويريدون ان يشغلوا الناس بالجزئي من القضايا ويستفزونهم في معتقدهم ويدفعوا بقوى التطرف العلماني والديني –سواءا بسواء-لساحة العراك والنزاع والصراع بعيدا عن بوصلة الوطن المتجهة صوب الاصلاح والانتقال، والتي انطلقت محركاته –على الرغم من المقاومة الشرسة من طرف قوى التحكم والسلطوية والمنافع، • - التغطية والتعمية عن التهديدات المكرورة لرمز من رموز الوسطية والاعتدال مشخصا في أبو زيد، من خلال التشنيع عليه وتهديده في امنه وامن اسرته، وسكوت جوقة النخبة والاعلام والمتصدرين للشأن العام عن تلك الحملة الممنهجة من الكراهية والحقد والاغتيال المعنوي والعنف الرمزي مقدمة للاكراه المادي والنفسي، بدون تنديد أو شجب، • -اثارة جلبة وثرثرة غير مفهومة من قبل رموز في تيار الاستئصال والتعطيل والكبح، مشخصا في كتل بكاملها –ملتفة حول شباط، وهذا ما هو الا الوجه الظاهر في المعادلة، وبالتأكيد لها عمق وقاع وخلفية للصورة- تلك الكتل المتحلقة صادرت استقلالية حزب قادم من حقبة الاستقلال زمن علال الفاسي وجيل الرواد، مع العمل على بث السموم من أجل ارباك مسيرة الاصلاح، وتدبير حملة شنيعة وهستيرية سيئة الاخراج حول ما سمي بقضية تهريب الاموال وتورط عديد من السياسيين في الموضوع، بصدد ما اثاره السيد عبد الالاه بنكيران حول الموضوع داخل البرلمان، 2- استراتيجيتهم: التعويق والتعطيل والاثارة، من أجل الارباك والاستدراج والالهاء، لنحذر الوهم والزيف نقرأ من سيرة ومسيرة الحركات الاصلاحية ، ومن عبرة التاريخ القريب والبعيد المتواتر للامم، أنه عند العجز الواضح والبيّن عن تحقيق انتصارات حقيقية على الخصوم، وعند الفشل الكبير في تحقيق الخطط والأهداف والغايات وعندما يمضي الوقت وتكون النتيجة القبض على الريح، يتم اللجوء إلى افتعال معارك وهمية، وإطلاق القنابل الصوتية والدخانية، ويتم اللجوء إلى إحداث ضجيج يشغل البسطاء والسُذج، ويصرف عيون العامة عن رؤية حقيقة العجز والفشل المزري . لنفكر مليا في الموضوع، ولنربط التفاصيل ببعضها، ولنتصور اخراج الصورة في تكاملها و لننظر اليها مجتمعة، لنخلص الى الاتي من الدروس والعبر : • صناعة المعارك الجانبية، وافتعال الخصومات والاعداء العاجزون وحدهم هم الذين يتقنون صناعة الأعداء والخصوم، وافتعال المعارك التي تستنزف الجهد، وتبديد الطاقة في غير فائدة، سوى اشباع الرغبة الجامحة القابعة في أعماق النفس غير السوية في إثبات الحضور القيادي، والبحث عن الهيبة المفقودة، ومحاولة اقناع الأتباع والزبناء السياسيين بوجود قضية تستحق الصراع والتضحية من أجلها. • التوسل بالمشاجب و بنظرية المؤامرة، تبرير للفشل في ساحة التنافس الديمقراطي المفتوح، من الإبداعات الفكرية والنظرية التي تستحق النظر في علم ادارة الدول والتنظيمات وفي مناهج علوم السياسة والاجتماع، ما يُطلق عليها نظرية المشاجب التي يعلق عليها الساسة والمدبرون فشلهم، حيث أن المشاجب أصبحت حاجة ماسة تصل إلى مرتبة الضرورة لدى بعض القادة وأصحاب الإدارة من النخب التدبيرية البيروقراطية أساسا على مختلف الصُعد الإدارية والسياسية، إذ لا بد من وجود شيء ما يتم تعليق الفشل عليه، وشيء ما يبرر العجز وعدم القدرة على إنجاز الأهداف وتحقيق الوعود التي تم إطلاقها والإعلان عنها، وتتفاوت المشاجب من حيث الجودة والرداءة، والقدرة على حمل التبريرات الكبيرة والمتعددة. • الوثوقية ومديح الذات، هي في العمق والحقيقة، ذم لها تمضي الأيام وتنقضي السنوات سنة بعد أخرى، على وقع مدح الذات والحديث عن الشعارات الكبيرة، والمبالغة في إعداد التقارير المشتقة جميعها من نظرية المشاجب، والتفنن في صياغة التبريرات القادرة على تحقيق الإلهاء واستمطار المعذرة ، المصحوبة بلذّة خادعة تشبه تلك اللذة الممزوجة بالألم التي يحس بها قط الجزّار-كما جاء في الحكاية الرائجة –ذلك القط الذي أدمن على لعق السكين التي تحمل بقايا الدم والدهن، وفي نهاية المطاف استيقظ القط وقد فقد لسانه، واكتشف أنه كان يلعق الدم النازف من لسانه المبرود على حافة السكين الحادة، كما ورد في المثال الدارج . • خطاب الاصلاح، انجاز وصراع ومصداقية، ارادة وقدرة الأمل معقود على الأجيال الجديدة التي يجب أن تمتلك القدرة على التمييز بين الغث والسمين، وأن تمتلك القدرة على رؤية الحقيقة بين أكوام الزيف وضباب الخديعة، وأن تمتلك حاسة السماع المرهف لصوت الإنجاز الفعلي، وأن تمتلك حاسة اللمس للنجاح الحقيقي، وأن تتجاوز ألاعيب السحرة والشعوذة والخدع التي تبهر الأطفال وأصحاب العقول المستريحة التي اعتادت على مقولات الثقة البلهاء وحسن الظن الذي أودى بالأمة وأجيالها خلال العقود المنصرفة وأرداها للهاوية . • المحاسبة، ثقافة والتزام وتحمل وثقة آن الأوان لصناعة ثقافة مجتمعية جديدة ترتكز على أسس عقلانية وعلميّة، تجعل جموع الشباب المكافح والمناضل قادرا على التقويم وعلى المراقبة و المحاسبة، وقادرا على الاختيار الصحيح القائم على حسن الانتقاء وعلى المعرفة الدقيقة بين الرجال، ويمتلك الجرأة في الحديث عن الانجازات، في ظل الإحاطة بالأهداف والغايات المرسومة والقابلة للقياس. ان الهزائم المتكررة لخط الاصلاح الديمقراطي يجب ألا تشيع الإحباط واليأس في أوساط الناس، ولا يجب أن تؤدي تلك الاحباطات والتراجعات الى توطين ثقافة الانسحاب وتكريس العزلة من جانب، ويجب ألا يتم السكوت على الأخطاء وتقبّل الهزيمة دون وعي نقدي أو تقويم وفق معايير سليمة ودون القدرة على تحميل المسؤولية لكل أصحاب المواقع والقرار وفقاً لأسس صحيحة، بعيداً عن إلحاق الظلم و عن سياسة تصفية الحسابات من جانب آخر. • الاصلاح التراكمي، كفاح علمي وحصانة من الانتظار المحبط إن تقدم في المعرفة والزيادة في منسوب التحصيل العلمي لدى الأجيال في هذه الأيام يجب أن ينعكس إيجاباً على حسن التخطيط، وحسن التنفيذ وحسن التقويم والمتابعة، من أجل إحداث قفزة هائلة في عالم التطوير، من أجل وقف المعارك الوهمية ووقف عمليات حصد العقير وقبض الريح وطحن الماء في حراثة البحر 3- استجابتنا: وعي ونقد، فأخطاء الخصوم هدايا للساسة المصلحين من خلال ما سبق من رصد لبعض من وقائع المشهد السياسي، يمكن التأكيد على حقيقة أكيدة وناصعة وواضحة، تتمثل في أن الخدمة التي يقدمها–احيانا- الخصوم دون ان ننتظرها، تعادل او تفوق ما يمكن ان نفعله نحن ضدهم، واذا كانت اخطاؤهم تدفعنا أحيانا-وبطبيعة الاشياء- الى الغضب والاستنكار فالاجدى ان نندفع للمبادرة لتوجيه الشكر اليهم، ذلك انه لولا هذه الاخطاء لما استعفتنا قدرتنا المحدودة في عالم ميزان القوى في الانتصار على منطقهم، وبالاحرى هزم الفساد والاستبداد وغصب الارادة المستقلة للناس واستعادة حرياتهم وكرامتهم. على هذه القاعدة –بالطبع- يمكننا امتحان الذكاء الفكري والحكمة السياسية لمن يتصدرون المشهد العمومي في تدبير الشأن العام ذي الصلة بتجربتنا الوليدة في بلادنا، إن هنالك قصصا مثيرة وغريبة يمكن حكيها وباسهاب على منوال ما ذكرنا سلفا من وقائع، تؤكد بؤس منظومة الكيد والتعطيل وتعري تحالف الفساد وقوى الاستبداد التي تريد ادامة منطق الاثارة والاستدراج، وهي لا تدري أنها بفعلها ذاك تكون قد ساهمت بدفع قطاعات كبيرة من الناس حتى من الساخطين والمتبرمين من التجربة الحكومية الحالية للاحتجاج عليهم بحيث لن تجد بديلا سوى اعادة انتاج هذة التجربة ورسملتها والانحياز لها، والمطالبة بادامتها حتى يتحقق التوازن السياسي المفقود أو العودة التحكمية لمنطق الاستبداد والاستفراد بالقرار العمومي، وسيكون الامر لحظتها وأدا للامل وتثويرا لخطاب الفوضى والجمود، بعد ان كان الصراع فقط بينهم وبين تحالف الاصلاح بقيادة العدالة والتنمية وبعض النخب المتحالفة معها، سيعملون ببؤس فعلهم وبأسلوبهم المراهن على قطع الطريق علة الاصلاح، بغية ادخال طرف اخر في معادلة الصراع من اجل الاصلاح واقناعه بذلك، ليتكرس -نتيجة لذلك-انضمام قطاعات جديدة من الشعب والنخبة الى معسكر المدافعين عن التجربة القائمة –بالرغم من محدوديتها-والانحياز لمنطق الاصلاح اضطرارا لا اختيارا، لا حبا في العدالة والتنمية وحلفائه، وانما كرها في افعال ساسة ونخب المرحلة المتعبة من عرابي الارتداد على الارادة الشعبية ومن مروجي خطاب الكراهية و التهييج والتعويق لمسيرة الاصلاح . إن اخطاء هؤلاء نزلت كهدية على قادة التجربة، المرجو أن ندعهم يراكموها وواجبنا أن نلتفت نقديا للخلل الكامن في تدبيرنا لتجاوزه، وواجبنا العمل مع الديمقراطيين الحقيقيين والمصلحين الاوفياء الصادقين والمنصفين -رغم اختلافنا في بعض التقديرات والرؤى- مع الحرص على مد يد التشارك والوفاق والعون معهم في القضايا والهموم المشتركة. 4- قوى المعارضة المؤسساتية، بؤس الخطاب ارتباك في الممارسة وضياع للبوصلة، مع انه يفترض في قوى المعارضة نظريا على الاقل ، ان يستقبلو الهزيمة الديمقراطية بصدر رحب، الا ان الوقائع المشار الى بعضها لا تشير الى غير ذلك، فبدلا من الاصرار على الدفاع عن شرعية الاصلاح وأحقيتنا بالمبادرة اليه، يمكن الانتقال الى منطق جديد يطمئن الوافدين الجدد على خط الاحتجاج على التأخر في الاصلاح، والعمل من أجل الدفاع عن الديمقراطية، خاصة بعد ان انكشف المستور عن عودة قوى الاستبداد والجمود السلطوي بأقنعة جديدة وبوجوه جديدة. للاشارة فالتصريحات المشار اليها أعلاه، والتي أريد لها أن تؤثت الفضاء العام وتؤطر المشهد السياسي لما بعد الحكومة الجديدةوتحرف الصراع من اجل الديمقراطية الى خدمة برنامج لتفكيك المجتمع وبث الشقاق بين مكوناته الفكرية والسياسية ، ومن جهة أخرى انطلقت قوى أخرى لحسم صراع سياسي باستعمال منطق المحاكمة واستعداء الرموز السياسيين للقضاء، ذلك انه وبعد ما يقارب عامين على انطلاق مبادرة الاصلاحات الكبرى التي بدأت في تحريك الجمود المستطيل، صحا البعض على مخالفة خصومهم وقرروا استدعاءهم للمحاكمة، واعتقد ان هذه الخطوة هي اكبر خدمة تقدمها جزء من المعارضة البرلمانية لمبادرات الاصلاح السياسي ولشعبية الحكومة الثانية، وبوسع الاستاذ عبد الالاه بنكيران ورفاقه في الحكومة ان يبعثوا برسالة شكر لمن دفع باتجاه هذا التطور الجديد في الحياة السياسية في البلد، لان ما فعلوه منذ انطلاق التجربة وما حققوه من انجازات مقدرة لا يعادل قيمة هذه الهدية في مطلع سنة 2014، التي تحفز الاصلاح وتحشد له الظهير الشعبي . يمكن -بالطبع- الاستطراد في تقديم نماذج اخرى، مما ترتكبه قوى هذه المعارضة الجديدة من اخطاء فادحة تصب في مصلحة تمكن التجربة الحالية من الامتداد والرسوخ واستمرارها في الصمود والتصدي لمهام الانتقال ومباشرة أوراش الاصلاح، وإذا أخذنا اخطاء تلك القوى ومطامح مكوناتها الغريزية في التشوف لغنائم السلطة ومنافعها والمصالح التي استحلوها، حين تم توظيفها والعمل على المبالغة في التهجم على الخصوم السياسيين، واستعمال كل الوسائل الخبيثة لازاحة العدالة والتنمية واقصائهم من المشهد تماما، ولنأخذ –ثانيا- الاخطاء المتكررة التي استثمرتها الحكومات لتطويقهم وتشويههم، ولنأخذ –ثالثا- اخطاء الحكومة نفسها حين انصرفت الى المبالغة في التكتم عن التسويق والترويج لمقرراتها ومنجزاتها الاصلاحية المحدودة و الكف عن تلك التي تمسّ حياة الناس بحجة انحسار الاحتجاجات او ضعف الخصوم السياسيين من قوى المعارضة المؤسساتية وغيرها، لصالح احداث التوازن في المجتمع واقرار نظام للتضامن الشامل . 5- لقادة المرحلة: من الرشادة، الاستفادة من أخطاء الخصوم، إن القائدة السياسيون النبيهون لا يعتمدون فقط على مواهبهم الفردية وقدرتهم على الانجاز، وانما هم أولئك الذين يستثمرون في اخطاء خصومهم وخطاياهم احيانا، ويعملون على الاسترشاد بالحكمة الانسانية و التعلم من تجارب الآخرين للاعتبار، وهنا وجب الالتفات الى أن سرّ ضعف بعض قادة المرحلة يكمن في بعض من العناد والغرور وانعدام التواضع والاحساس احيانا بالانتصار والزهو به حتى من غير قصد، مما قد يسوغ الاستمرار في الخطأ، لكني أقول أننا نخشى أن نستفيق يوما ونكتشف بأننا وقعنا في البئر الذي حفرته أيدينا، لا في الحفرة التي عجز خصومنا عن دفعنا للوقوع فيها، وتلك مفارقة كوميدية مؤسفة . على سبيل الختام باختصار شديد، إننا حين ندقق في اسرار الكون والاجتماع البشري نكتشف ان الخطأ، اي خطأ، يحمل بذور تدمير ذاته في ذاته، فالظلم –مثلا- يورد الهلاك، لا بقوة من يتصدى له فقط وانما بما يتوافر عليه من اسباب في تركيبته وفي ممارسات من يقوم به، وقس على ذلك كل ما يخطر على بالنا من افعال البشر التي تتنافى مع الفطرة والعقل، لكن ما دمنا نتحدث عن اخطاء القادة والسياسة من قوى المعارضة المثيرة للشفقة، فان من الحكمة ان نتعامل مع الواقع بمنطق الموازنة بين المقدمات والمآلات، وان لا تدفعنا شهوة الانتصار التكتيكي المؤقت الى الانتقام ولا سوء التقدير أو الجنوح للاستئثار، أو الخروج الى الفجور في الخصومة، أو ركوب منطق الاتهام والقطيعة، فواجبنا الصبر على الاذى وتعظيم فرص الرقي لشعبنا ، وتلك قصة أخرى نجحنا في بعض فصولها يوما ما، فلنعتصم بذلك المنهج فهو الموئل والمنتهى .