في الصورة أحد حفدة بويا عمر يستعد لشرب الماء الساخن 1 بوياعمر: أكثر من 45 دقيقة "" منذ السبعينات من القرن الماضي بدأ " بويا عمر " يأخذ شكله الحالي في إيواء المرضى النفسيين والباحثات عن الإنجاب وحالات مشابهة . كان مزارا بسيطا ساعده غض السلطات الطرف عنه وبالإضافة إلى قربه من منطقة منبسطة سهلة المسالك تبعد عن مدينة القلعة بحوالي 30 كيلومتر. شاع خبر " بركته " كما شاعت زيارة أشخاص نافذين التمسوا بركته وبدت الهبات تأتي من الرباط ومن مناطق أخرى وبدآ يتشكل كمرتع لإيواء كل ذي جبر وكل ذي" بلية " وكل امرأة أراد أن تضع ما ببطنها حتى ولو كانت معتوهة لايعرف لها جدر وأساس . " بويا عمر " اكبر مما أعده فريق " 45 دقيقة" وإنما سلط الضوء على طابو ومقدس تحاول الصحافة أن تنأى عنه وكذلك الجمعيات الحقوقية لحد الساعة لم تصدر بيانات منددة بما يقع عن ما عرض في البرنامج من فظا عات بالصوت والصورة وقابلية البعض على الشهادة أمام المحاكم . لماذا صمتت الجمعيات الحقوقية المتواجدة بالقلعة ، مراكش ، دمنات أليست من مهامها الدفاع عن الكائن البشري المغربي حتى ولو كان معتوها فبالأحرى أن يكون ذا عافية اقتيد ذات في فجر انتقاما منه أوخلاصا منه وتلك حكاية أخرى ... " بويا عمر" بلغة الاقتصاد هو 320 مليون سنويا ثمن كراء " الصندوق العجيب" ، الرقم الذي أشار إليه محام ترافع في القضية أكثر من 14 سنة بين أعضاء الجمعية عن أحقية من يستحوذ على صندوق الجمعية وكيف توزع المداخيل بين حفظة الولي الصالح الذي رحل وترك بركته تتحول لريع اقتصادي تلج المحاكم وتخلق الشقاق والنفاق وتؤذي البشر وتسحق كرامة مريض أتى للمعافاة فوجد نفسه يموت جوعا وينفذ أوامر لم تكن تخطر له ببال . 2 بويا عمر : دولة داخل الدولة في مدينة العطاوية التابعة لعمالة اقليم القلعة يوجد مقر الولي " بويا عمر" ، شبه قريه منعزلة حيث " الحفاظ " و" الضمان" هم القائمون على تسيير دولة بويا عمر ، فبويا عمر دولة داخل الدولة له ميكانزماته الخاصة وله أساليب تسييره الخاصة وله مداخيله وله شرعيته التاريخية و" بركته " التي تخفي كل شيء ووراءها كل شيء ، تلك الزيارات المتسترة لذاك وذاك وهذا وتلك العطايا التي تقدر بالملايين وحالة الصولة التي يقوم بها القائمون عليه والصمت المطبق للسلطة بالإقليم التي تراقب ، تنظر وتكفي بالإشارة ولكن الضالعين في الأمور أن صمت السلطة المعنية فيه أكثر من مغزى وحكاية ... 3 بويا عمر : حالة حصار الداخل للولي ذو" البركة " عليه أمر من اثنين أن يصبح عبدا مكبلا بسلاسل وقيود في المغرب الديمقراطي أو أن يترك هناك للإهمال والتهميش أمام أنظار العالم " يقفز"واعتذر للقراء عن استعمال هذه الكلمة ) مثل قط أوقرد في تلقي كسرة خبز وقليل من الماء) . وفي هذا أبشع صورة لمغربي كل ما أراده آن يتعافى " بالبركة " التي تقادمت مع مرور السنيين . منظر "القفز" والسقاية والسخرة والضرب والرفس والاغتصاب تدفعنا لتساؤل أهو مشفى أم معتقل أم حالة حصار ولنعيد السؤال بصيغة أخرى : من يستفيد ممن ؟ ولماذا طال أمد الإهمال ؟ ولماذا ظلت حالة الحصار مفروضة بدون قوانين وبدون أشرعة ؟ ألم تكن الحكاية أكبر من كاميرا مرت من هناك ، أكبر من " مزار" اعتاده سكان القرية ليتحول لسلطة رمزية يستمد منها السيد الأعلى من السيد النائم بركة تقي الشرور والأثام . 4 بويا عمر: النائم الحاضر ينام الفقيه ،الورع ، التقي ، صاحب التقوى والمزار بويا عمر مخلفا خلفه الكثير من الأسئلة والكثير من الصور، صور النساء المختلات عقليا ليتم اغتصابهن في جنح الظلام لنراه الطفل في الغد متسولا في مدينة القلعة وحينما تسأله من أي البقاع أتيت ؟ يجيبك بعفوية من تلقاء نفسه من المزار القريب وأين هي والدتك ؟ يكتفي بأن يشير بأصبعه هناك ... وحينما تسأله عن والده ؟ يشير مرة أخرى هناك ... وقد اكتنفه الكثير من الخوف وينصرف مرتعدا ، مذعورا دون أن يأخذ أي شيء منك... ودون أن يدقق في تفاصيل وقسمات وجهك . ينام الفقيه نهارا ليصحو في الليل رفقة " ضمان " المكان ليؤنسوا المكان ترياقا آخر، مشهدا من الإستئناس بتاء التأنيث دون النظر في مصابها الجلل ودون أن يدرف دمعا ودون أدنى رحمة بالأخرليشبع رغبة جامحة ومكبوتة منذ الأف السنيين لينسى في مفاتن اللذة أن الولي الورع يوصي بالتقوى وبالعمل الصالح . 5 بويا عمر وايرينا كاربو: أش جابك من كنارياس جاءت ايرينا كاربو الصحفية الإسبانية رفقة مصور رويتز بالمغرب وصحفي من مجلة " المفتاح " بمدريد ليعدوا استطلاعا عن المزار والضمان والحفاظ وأسرار الولي وبركاته وفجأة وجدوا أنفسهم محاصرين بجيش من المتعاطفين ينزعون الكاميرا من المصور الصحفي ويحاولون قلب السيارة وتذكيرها وتذكير الأخرين) الصحفيون الذين يستعدون للزيارة) أنهم جاؤوا للعنوان الخطأ وأن عليهم الرجوع من حيث أتوا ... ذهبوا لعمالة المدينة بالقلعة وجدوا جميع الأبواب موصدة وكل ما نالوه من زيارتهم طرح سؤال وحيد : ألا يزال في مغرب ما بعد الألفية الثانية صور بهذه البشاعة والقتامة حيث تغني صور السلاسل والقيود و" نط" و" قفز " مغاربة مرضى تضوعا للحصول على كسرة من خبز مبلل بالماء ... عادت الصحفية إيرنا وهي تولول و تقول لي : Eso no puede ser " هذا لا يمكن أن يكون" ؟ أجبتها : آش جيت ديري من جزر الكناري ... 6 الندوة الصحفية والعرايشي: فجأة تفتقت نباهة أمين جمعية حفدة الولي الصالح المبروك بالبركة وبالكثير من الخير والعطاء وجمع في منزله ثلة من مراسلي الصحف الوطنية ليخبرهم بمقاضاة القناة الأولى وبمقاضاة فيصل العرايشي عن " الخطيئة" التي ارتكبها طاقم " 45 دقيقة " بأنهم لم يصورا الحقيقة وبأنهم تمادوا في تصويرهم وعرضهم ما لايعرض ، فللولي حرمة ووقار ولضمان ركيزة في الرباط . وقد نسي الأمين أنه قبل استئناف المحكمة لفصولها يعد المجتمع المدني بأن تشهد المدينة جمهرة من الصحافة الدولية ووقفات احتجاجية وأنواع من التصعيد في سبيل رفع الحصار عن " معتقلي " المزار. 7 بويا عمر الولي في القلعة، القرار في الرباط : في الندوة الصحفية الثانية والتي نظمت بالولي لطائفة من مراسلي الصحف الوطنية ووجدوا في استقبالهم زرابي ومفروشات وأكلوا من الفستق واللحم ما يثخن البطن ويذهب بالفطنة ، رأوا كيف تحول المزار إلى شيء من البروتوكولات التي نراها سوى في القناة الأولى وأكد المسؤول بعبارة يستشف منها الكثير : " حتى الآن لم نعرض بعد عن الأسماء الكبيرة التي زارت وهي مسجلة لدينا وعن الشخصيات التي جاءت ورأت واكتفت بالنظر دون أن تنطق ... " انتهى كلام أمين مال الجمعية التي دخلت المحاكم لما يفوق 14 سنة فيما بين أعضائها لتلجها مع فيصل العرايشي في فصل جديد ومع المجتمع المدني المغربي والعربي والدولي في فصول مثيرة . 8 بويا عمر : نداء من أجل فك الحصار بويا عمر أكبر من عنزة سوداء يؤتى بها قربانا للولي ، أكبر من قطعة خبز تمتد بجزع إلى مغاربة وما هم بأشباه مغاربة ، مكبلين ومحاصرين أزيد من سنيين لانتذكرها ، أكبر من بيضة بيعت بالمزار بأزيد من خمسين درهما ، أبعد من بيوت هي أشبه بمعسكرات اعتقال ، أشبه بأبو غريب السيء الذكر ، أكثر أو أقل فظاعة من غوانتامو ، هو كل هذه الأشياء وأضيف إليها شيْ أخطر هو الصمت المطبق ، هو التواطئ ، هي السلطة التي أغمضت عينيها ولم تتحمل أن ترى مغاربة بلحم ودم أو بالأصح بقايا مغاربة مرميين، عن بعد خطوات من أمرنا ،من أهلنا، من نفوسنا ، مهشمين أكثر مما نراه وما نسمعه من قصص نؤلفها ونرمي بها جزافا ، أسرة وماهي بأسرة وجدران ماهي بجدران لاتقي حر المصيف ولا برد الولي الصالح بجميع بركاته . بويا عمر في فظاعة غونتامو بلون مغربي مهمل ، هو أبو غريب بهشاشة مغربية وطقس سرغيني وعيطة حوزية تتغنى" بالضمان" والكرامات والولي وأشلاء من أجساد مغاربة مثقلين بالخوف والصرع والجنون والهلوسات وما نسيته ذاكرة الإعتقالات من وخز وبؤس الذاكرة ورحلة تقذفنا إلى مساحيق مغرب العبودية بعيدا عما نسمعه اليوم من التغني بخطابات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان . منظر بشع ذاك الولي الراقد دون أن يدري أن المزارات أولها كرامة وأخرها كرامة ومبدؤها الأول والأخير العناية بالمريض والإحسان إليه وليس جعله عبدا دليلا مكبلا وسقاء ماء من واد مجاور حافي القدمين رث الثياب . منظر بشع ونحن نتواطأ مثقفين وصحفيين وكتاب كلمة حرة ومنظمات حقوقية من أجل نداء استغاثة " أنقذوا رجاء مغاربة لنا في الدم واللون ، رجاء ارفعوا أقلامكم من أجل أن نلج مغرب الكرامة ، رجاء افضحوا مزار كان شيخا ورعا تقيا ليتحول إلى معتقل استعباد ووكرا للدعارة والمخدرات واللقطاء ... " ملحوظة : نداء استغاثة لكل الشرفاء والحقوقيين والمدونين مغربيا ، عربيا ودوليا لرفع الظلم عما يقع بغونتامو" بويا عمر" ما يقع من فضاعات. [email protected] شاهد تحقيقا حول "بويا عمر" من القناة الأولى