في الوقت الذي تطالب فيه عدة منظمات حقوقية وجهات بينها وزارات الصحة والداخلية والأسرة والتضامن بإغلاق ضريح «بويا عمر» الشهير لما يشهده من «خرق» للقانون و«مسّ خطير» بحقوق الإنسان.. تعالت في الآونة الأخيرة أصوات آباء وأولياء المرضى النزلاء بهذا الضريح، مطالبين بالإبقاء على هذه «المصحة» في ظل غياب مستشفيات مختصة تؤوي هؤلاء المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة. وأكد عدد من أولياء نزلاء «بويا عمر» أنهم طالبوا المسؤولين بدائرة العطاوية، التي استدعتهم لتطلب منهم أخذ ذويهم من الضريح في إشارة إلى قرب إصدار قرار بإغلاقه، (طالبوا) بالاحتفاظ بهذا المأوى الذي يحمي عشرات المرضى من التشرد في الشوارع ويقي الأسوياء مما يمكن أن يتسببوا لهم فيه من أضرار واعتداءات. مصطفى-ق، وهو أب لنزيل بضريح بويا عمر جيء به منذ شهر مارس الماضي، تساءل قائلا: «إلى أين سآخذ ابني إذا تم طرده من هذا الضريح؟». ويحكي مصطفى، المنحدر من إقليمالجديدة، أنه اضطر إلى وضع ابنه البالغ من العمر25 سنة بهذا المكان عند أحد الحراس المداومين هناك مقابل 800 درهم شهريا، مشيرا إلى أن ابنه يعاني من اضطرابات نفسية جعلت منه شخصا خطيرا على نفسه وعلى الآخرين، إلى درجة أنه سبق أن سجن عدة مرات لارتكابه أفعالا يعاقب عليها القانون، وأصبح لا يخاف من السجن بل يعتبره مجرد «خيرية» أو مخيم. وقال إنه يضطر إلى أخذ ابنه المريض إلى المستشفى كل يومين على الأكثر لحقنه بمسكن مؤقت يؤدي به إلى الانتقام من كل من تسبب له في ذلك، وهو الحال كذلك عندما يسجن، وخصوصا ضد الأصول، فالعائلة يأخذها الرعب كلما اقترب موعد الإفراج عنه. وأضاف الأب، أنه ليس ضد المنظمات الإنسانية والهيئات الحقوقية التي أقامت ضجة واسعة في شأن هذا الموضوع، مساندة في ذلك من طرف وسائل الإعلام، و«لكن، يقول المتحدث، على هذه المنظمات أن تلتفت قليلا إلى ذوي المرضى المعنيين ومساندتهم لما يعانونه من بطش وعنف من طرف أبنائهم المرضى نفسيا وما يتسببون فيه من تكسير لأغراض وأواني المنازل وإدخالهم الرعب إلى قلوب أفراد العائلة والجيران للاستجابة لمطالبهم الشخصية، خصوصا شراء المخدرات، فكم من أولاد وبنات يقومون بسبّ وشتم وضرب أولياء أمورهم يوميا». واعتبر المتحدث أن الحراس المداومين الذين يراقبون المرضى النزلاء ببويا عمر يقومون ب«أعمال جد حميدة لحماية المرضى غير الواعين بأفعالهم الخطيرة على أنفسهم وعلى ذويهم وعلى المجتمع كله»، وهو الخطر الذي لا يمكن تفاديه، يضيف نفس المصدر، «طرد» المرضى من هذا الضريح.