استمرارا لحلقات سابقة، خصصت قناة «العربية» حلقة جديدة من برنامج «مهمة خاصة» للنبش في أسرار وخصوصية المجتمع المغربي، عبر إعداد وبث روبورطاج عن «بويا عمر» بشكل يحمل أكثر من علامة استفهام حول هذا الاختيار الذي يتجاوز جغرافيا شبه الجزيرة العربية التي تدور في فلكها القناة السعودية التمويل والتوجه. وسلط الروبورطاج، الذي بث الأسبوع الماضي، الضوء في بدايته على صور رجال في حالات منهزمة يقبلون قبر «بويا عمر»، وعلى نساء ضعيفات ينتحبن والدموع تملأ أعينهن. وركز البرنامج -بشكل ملتبس- على واقع القرية التي يتواجد فيها قبر «بويا عمر»، وكشف الروبورطاج بطريقة مباشرة حالة الفقر التي يعيشها سكان هذه المنطقة. وللتدليل على حيادية البرنامج التي يراها البعض لاغية بالنظر إلى التعليق المصاحب للربورطاج الذي يشير إلى الشعوذة والدجل، استضاف معد البرنامج شخصا يدعى «بهلول»، ليتحدث بلغة واثقة عن ورع وتقوى شخصية «بويا عمر» التي جعلت منه شخصا محبوبا، كما تحدث «البهلول» عن كرامات الرجل التي جعلته يتمتع بالقدرة -حسب تعبيره طبعا- على الإشفاء من بعض الأمراض. واعترف البهلول بأن فكرة الإشفاء من المرض تطرح العديد من الأسئلة لدى البعض الذين لا يؤمنون بالأمور الغيبية، إلا أن كرامات «بويا عمر» لا يمكن إنكارها. ويواصل البهلول لغته الغيبية التي لا تعني في نظر عديدين لغة المغاربة بالضرورة، بالقول كدليل على وجود هذه الأمور الغيبية: «أنا أعرف رجلا حكم عليه بالسجن خمس سنوات من طرف محكمة الجن»، قبل أن يطرح معد البرنامج السؤال حول إمكانية تقبل الذهن فكرة إقدام رجل على سجن نفسه بداعي أن الجن يمنعه من مغادرة المكان، قبل انقضاء المدة التي حكم عليه بها. ويعود البرنامج بعدها ليقوم بجولة في ضريح «بويا عمر» وليعيد عرض صور النساء والرجال المغاربة المنهزمين أمام كاميرا العالم العربي. ولتكريس هذه الصور وتأكيد هذه الثقافة الغيبية، استضاف معد البرنامج شخصا يدعى مصطفى «المسجون من طرف الجن» ليتكلم عن الجن والأمور الإلهية بشكل مرتبك وغير متناغم الأفكار، كما تحدث عن سلبه الإرادة ولقائه مع سجانيه من «الجن». وبعيدا عن نقاش الأمور الغيبية ونقاش الكرامات والإرادة الإنسانية المسلوبة ونقاش سلطة الجن، يطرح السؤال حول السر من وراء تخصيص حلقات عن المغرب تسيء بشكل أو بآخر إلى صورة المغربي؟ حلقات تكرس المجتمع المغربي بصورة تتأسس على الشعوذة والدجل والفقر والدعارة والمغامرات الجنسية. ويتذكر المشاهد المغربي اللحظة التي استضاف فيها برنامج «أحمر بالخط العريض» فتاة قدمت نفسها كمغربية لتتحدث عن مغامراتها الجنسية التي تجعلها تصر على الممارسة الجنسية أكثر من خمس مرات في اليوم مع بعض الشباب، ويتذكر الراقصة نور التي حلت في البرنامج ذاته لتروي قصتها عن التحول أو التعديل الجنسي.