أفادت مصادر مطلعة أن تحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية حول ملف التهريب الدولي للمخدرات، الذي تفجر عقب اعتقال بارون المخدرات (م. ل) في الناظور، طالت، إلى حدود أول أمس السبت، 67 شخصا، من بينهم 28 فردا في البحرية الملكية، و15 في الدرك الملكي، و14 في القوات المساعدة، و10 من مروجي المخدرات في المنطقة. "" وذكرت المصادر أن من بين هؤلاء ضابط برتبة رائد في البحرية، إلى جانب ضابطين ساميين في الجهاز نفسه، وضابط في القوات المساعدة برتبة كومندار، مضيفة أن التحريات مع بعض المتهمين أسفرت عن كشف أسماء جديدة لم تصدر تعليمات بعد لإيقافهم ومباشرة التحقيق معهم. وأبرزت أن أسماء عناصر من الحرس المدني الإسباني وردت أسمائهم أيضا في التحقيق، ما يفسر وجود مسؤولين من هذا الجهاز بالمغرب للاطلاع على ما توصلت إليه التحريات. وعمدت هذه الشبكة إلى نقل عشرات الأطنان من مادة الشيرا، على متن قوارب ذات سرعة عالية (غو فاست)، انطلاقا من سواحل منطقة الناظور، خاصة قرية أركمان، وبوغافر وغوروكو، ورأس الماء، ودشر رانا. وحسب النتائج الأولية للتحقيق، فإن هذه الشبكة كانت تعتمد على وسائل مالية ولوجيسيتكية وبشرية مهمة، في توفير وتعبئة ونقل المخدرات. ويأتي هذا في وقت أحيل (م ل) على قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف في الدارالبيضاء، لمباشرة التحقيق معه، في حالة اعتقال، بعد وضعه في سجن عكاشة. وكانت عناصر مصالح الجمارك والضرائب غير المباشرة بمكناس أتلفت، الأسبوع الماضي، كمية هامة من المخدرات عبر إحراقها. وخلال هذه العملية، التي جرت بحضور ممثلين عن إدارات الجمارك والأمن الوطني والدرك الملكي والعدل والصحة، جرى إحراق أزيد من 1656 كيلوغراما من الشيرا، و1624 كلغ من القنب الهندي الخام، وأزيد من 301.9 كلغ من التبغ، و6.16 كلغ من التبغ المطحون، و1.15 كلغ من القنب الهندي المطحون، وأكثر من 10.9 كلغ من المعجون، و65 غراما من الكوكايين، فضلا عن كمية من الأقراص المخدرة. وحجزت هذه الكمية، خلال الفترة ما بين 19 شتنبر و31 دجنبر 2008. وفي الأسبوع نفسها، أتلفت مصالح الجمارك بالرباط كمية كبيرة من المخدرات بجميع أشكالها (شيرا، وكيف، وكوكايين و أقراص .. الخ)، بحضور اللجنة المختلطة وتحت إشراف النيابة العامة. وذكرت المقاطعة الجمركية بالرباط التابعة للمديرية الجهوية الوسطى لإدراة الجمارك والضرائب غير المباشرة أن هذه الكمية الكبيرة من المخدرات جرى حجزها من طرف المصالح المكلفة بمحاربة تهريب المخدرات بكل من الرباط وسلا، في إطار المجهودات التي تبذلها السلطات العمومية لمحاربة هاته الآفة. وعالم التهريب في المغرب مليء بالغرائب والعجائب والحيل، لكون أن ممتهني هذا النشاط غير القانوني لا يذخرون جهدا في ابتكار حيل جديدة وإحداث تقنيات خداع لا يتقبلها عقل، بهدف تحقيق مبتاغهم ألا وهو إخراج بضاعتم نحو الديار الأوروبية. وكانت آخر الحيل الماكرة تشغيل المتقاعدين من طرف الإسبان كسياح لنقل المخدرات من المغرب إلى الجزيرة الإيبيرية، واستعمال الفوانيس التقليدية كعبوات لتخزين الحشيش من طرف الإيطاليين. إلا أن تشديد عمليات المراقبة وإغلاق جميع المنافذ، جعل شبكات التهريب الدولية تتفنن في ابتكار حيل جهنمية لتسهيل ترويج المخدرات من بلد إلى آخر. ومن هذه الحيل الذكية التي ابتدعها المهربون للهروب من نقاط التفتيش، هي اعتمادهم المسنين والنساء وحتى المعاقين لتسريب بضاعتهم إلى أوروبا، إذ تمكنت مصالح الجمارك والأمن، أخيرا، من حجز 57 كلغ من مخدر الشيرا كان مدسوسا في ثلاثة كراسي متحركة. وجاء ضبط هذه الكمية خلال عملية مشتركة لرجال الجمارك والأمن بالمركز الحدودي "باب سبتة"، إذ توصلوا على أثرها إلى اعتقال أربعة أشخاص، اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة (رجل وامرأة)، كانوا يحاولون تهريب المخدرات إلى مدينة سبتةالمحتلة بوساطة الكراسي المتحركة.