بلغ عدد الموقوفين في إطار الشبكة الدولية لتهريب المخدرات والتي جرى تفكيكها مؤخرا بالناظور 29 شخصا، بينهم عدد من رجال الدرك والبحرية والقوات المساعدة ، بالاضافة إلى عدد من مالكي الزوارق السريعة التي كانت تستعمل في تهريب المخدرات من عدة مناطق بإقليم الناظور باتجاه جنوبإسبانيا ، لتوزع بعد ذلك في عدة دول، بينها هولندا وبلجيكا بالاضافة إلى إسبانيا . ونقلت وكالة إيفي للأنباء عن مصادر أمنية قولها إن ثلاثة من رجال الدرك واثنين من القوات المساعدة اعترفوا بتورطهم مع عناصر هذه الشبكة ، التي كان يتزعمها المدعو «محمد. ل». ومعلوم أن متزعم هذه الشبكة تم اعتقاله يوم الاحد الماضي بأمر من النيابة العامة، وذكر مصدر أمني أنه يعتبر أحد كبار مهربي المخدرات، وأنه كان يقوم بعمليات تهريب المخدرات انطلاقا من منطقة الناظور في اتجاه السواحل الإسبانية، وتأمين إيصال كميات المخدرات لحساب طالبيها المقيمين بإسبانيا وبلجيكا وهولندا ومدينة مليلية المحتلة. وقد تم تقديم المتهم أمام النيابة العامة لمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء التي أحالته على قاضي التحقيق الذي أمر بإيداعه السجن . التحقيقات الأولية ستكشف عن تورط مسؤولين كبار بعدد من الأجهزة الأمنية بالناظور ، والذين كانوا يستغلون مواقعهم لتسهيل تهريب المخدرات ، حيث تم إيفاد عناصر من الفرقة الوطنية وعناصر من مديرية مراقبة التراب الوطني إلى عين المكان ، والتي باشرت التحقيق مع الأسماء التي ذكرت خلال التحقيقات الأولية ، ومازال التحقيق مستمرا في سرية تامة، خصوصا وأن عدد من المتورطين مازال البحث جاريا عنهم. وفي هذا الاطار أفادت مصادر مطلعة أن التحقيق يجري حاليا مع 38 عنصرا امنيا ، إثنان منهم من ضباط البحرية و12عنصرا من الدرك الملكي و 24 من القوات المساعدة، من بينهم خمسة ضباط اثنان منهم برتبة كومندار، أحدهما يرأس فيلق المراقبة البحرية للقوات المساعدة بأركمان والثاني مساعد قائد البحرية الملكية برأس الماء. و قدرت بعض المصادر قيمة كمية المخدرات التي تمكنت هذه الشبكة من تهريبها السنة الماضية ب 40 مليار سنتيم . من جهة أخرى، علم من عين المكان أن عناصر أمنية من مختلف الأسلاك تباشر حملات تمشيطية بمناطق مختلفة منها قرية أركمان، راس الما، بوغافر وغوروكو . هذه المناطق كشفت التحقيقات الأولية أنها كانت تشكل انطلاق عمليات تهريب الشيرا بتواطؤ مع عناصر من القوات المساعدة المكلفة بخفر السواحل، وعناصر من البحرية الملكية، تابعة لمصلحة المراقبة، إضافة إلى عناصر من الدرك الملكي حيث كانت تستعمل وسائل مالية ولوجيستيكية وبشرية جد هامة في نقل المخدرات، وفي حماية الشحنات المتوجهة إلى الخارج قدرت بأزيد من مائة طن من الشيرا. مصادر مطلعة أكدت أن هذه القضية تفجرت بعد توقيف مصالح أمن الناظور بالصدفة ضابطا بالبحرية الملكية، وهو يحمل كمية كبيرة من الهيروين وبعد مباشرة التحقيق معه وتفتيش منزله، ضبطت بحوزته مبالغ مالية كبيرة لاتعكس مستواه الاقتصادي بالنظر لطبيعة عمله،ومع دخول مصالح المخابرات «الديستي » على الخط اعترف بتسهيله عمليات تهريب المخدرات. هنا باشرت الأجهزة الأمنية وفي سرية تامة عملية اعتقالات بكل من بني شيكر وسلوان وبني انصار والناظور. وبعد التحقيق معهم وردت أسماء مسؤولين من البحرية الملكية بالناظور والقوات المساعدة والدرك الملكي فتحولوا للاستنطاق التمهيدي قبل أن تباشر الفرقة الوطنية التحقيق معهم، وبالتالي كشف جل عناصر الخلية والتي مازال بعض أفرادها مبحوثا عنهم، وهو الأمر الذي استدعى تعميم مذكرات على جميع نقط الحدود للتدقيق في هوية الأشخاص المغادرين، لتفويت فرصة الهروب إلى الخارج ومن بينهم أجانب مازالوا في حالة فرار، ومن المنتظر أن تصدر مذكرات بحث دولية في حقهم .