فككت مصالح مكافحة المخدرات بالمغرب، بعد إشعار من طرف نظيرتها الإسبانية، شبكة لتهريب المخدرات تضم 16 شخصا، 12 منهم هم قيد البحث والاعتقال من طرف مختلف الأجهزة الأمنية، لكن أغلبهم وإلى حدود يوم الجمعة كانوا يتجولون بشكل عادي في تطوان، والناظور وطنجة ومناطق أخرى. عملية إيقاف الشبكة تمت بعدما فككت المصالح الأمنية والشرطة الكاتالانية بمدينة برشلونة شبكة متخصصة في تهريب المخدرات على الصعيد الدولي، وذلك إثر احتجاز أفراد الشبكة لمهرب مخدرات مغربي كان قد احتال عليها في صفقة لتهريب المخدرات تقدر ب 5أطنان من المخدرات. وأفادت مصادر أمنية إسبانية ل«المساء» أن سقوط أفراد الشبكة التي تضم عددا من المغاربة في صفوفها أسفرت عن ذكر أسماء شركائهم ومنسقيهم في المغرب، وعلى الخصوص في تطوان والناظور، لتنطلق الآلة الأمنية المغربية حيث أوقفت مجموعة من بارونات المخدرات، كما حجزت كمية مهمة من المخدرات الصلبة، بالإضافة إلى مجموعة من الوثائق مكونة من بطائق التعريف الوطنية ورخص سياقة مزورة، ومجموعة من الآليات والسيارات التي كانت تستغل من طرف أفراد هذه العصابات لتسهيل نشاطهم الإجرامي. تفكيك بعض أعضاء ما يطلق عليه في الشمال ب «كارتيل تطوان»، بدأ باعتقال أحد بارونات المخدرات الذي ينشط بين تطوان وطنجة والناظور يدعى «المفضل أكدي» الملقب ب «طريحة»، سبق وأن صدر في حقه إصدار حكم استئنافي يقضي ببراءته من التهم الموجهة إليه بخصوص تهريب المخدرات، بعدما حكم عليه بست سنوات سجنا من طرف المحكمة الابتدائية بتطوان، ما أثار حينها ردود فعل قوية داخل الجمعيات الحقوقية بتطوان. ووفق مصادر متطابقة فقد اعتقل «طريحة» وقريب له، بأحد مقاهي مدينة طنجة، قبل أن تمتد الاعتقالات لتشمل عناصر أخرى متفرقة في قرى شاطئية مجاورة لواد لاو. وقد أصبحت منطقة واد لاو قاعدة خلفية لتهريب وشحن المخدرات إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. فقد حجزت مصالح البحرية التابعة للحرس المدني الإسباني على الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الخميس الماضي شحنة من المخدرات تقدر ب 4 أطنان و650 كيلوغراما من المخدرات، انطلقت، حسب مصادر أمنية إسبانية، من شواطئ مدينة واد لاو بعد مطاردة استغرقت ساعة من الزمن في عرض مياه الجزيرة الخضراء. ووفق مصادرنا فإن الشحنة التي تشمل 153 رزمة من الحشيش المغربي، تم ضبطها من طرف رادارات المراقبة بمضيق البوغاز قبل أن تنطلق دورية بحرية من مدينة سبتة لضبط الزورق النفاث الذي يبلغ طوله 13 مترا وبأربعة محركات، سرعة كل واحد منها تبلغ 250 حصانا، حيث كان على متنه أربعة أشخاص اثنان منهم مغاربة والاثنان الآخران من جنسية برتغالية. وتم توقيف الزورق النفاث على بعد ستة أميال من شواطئ مدينة طريفة. وأضافت مصادرنا أنه تم حجز عدة هواتف محمولة وأجهزة لتحديد المواقع، مشيرة إلى أن التحقيقات الأولية كشفت عن انطلاق الشحنة من شواطئ وادلاو، في «عملية متقنة»، وهو الشاطئ نفسه الذي عرف فقط منذ أسبوع تواجدا أمنيا مكثفا لعناصر الدرك بسبب تنظيم بلدية هذا الأخير لمهرجان سنوي يطلق اسم «اللمة». واستغرب المراقبون تزامن نقل شحنات المخدرات إلى شواطئ وادلاو في الوقت الذي كانت فيه المدينة ترقص كل ليلة ولمدة أسبوع على نغمات سهرات موسيقية. وحسب ما أكدته مصادر أمنية ل«المساء» فإن «جماعة واد لاو عادت إلى الواجهة الإسبانية منذ سنة بفعل عدد الزوارق المحملة بالمخدرات والتي تنطلق منها بكل بأمان وأفاد المصدر الأمني أن «القرية أصبحت قاعدة خلفية للمخدرات التي تشحن ليلا من طرف شبكات مافيوية لها ارتباطات بأشخاص في المنطقة يوفرون لها التغطية اللوجيستية اللازمة، والتي تنشط في غياب مراقبة جدية للشواطئ من طرف القوات المساعدة والدرك. وكانت القيادة العليا للدرك الملكي قد عملت منذ حوالي شهرين على تعيين عناصرها لتمشيط بعض المناطق المعينة بالشريط الساحلي للعرائش، وتطوان ومناطق وادلاو، بواسطة مروحيات من صنف «بيما» في محاولة منها لضبط وكشف بعض المدرجات المختبئة في مرتفعات بعض الجبال يرجح أنها أصبحت معاقل لتهريب الحشيش نحو الجنوب الإسباني، بعد أن رصدت تقارير أمنية اقتحام مروحيات أجنبية كذلك للأجواء المغربية لتهريب الحشيش نحو إسبانيا.