فككت عناصر الحرس المدني الإسباني، يوم الخميس الماضي، شبكة متخصصة في إدخال الحشيش المغربي إلى إسبانيا عن طريق الجو، وذلك خلال عملية أمنية بمدينة مالقة. ووفق بلاغ للحرس المدني الإسباني فقد تمكن هذا الأخير من حجز طائرة صغيرة شبيهة بالهيليكوبتر، و130 كلغ من الحشيش وخمس سيارات فاخرة وطائرات أخرى صغيرة تستخدم في تهريب المخدرات، فيما تم اعتقال ستة إسبان من أعضاء هذه الشبكة المنظمة. وأشار البلاغ ذاته إلى أن هذه الشبكة كانت تستخدم الطائرتين لتهريب المخدرات من المغرب في اتجاه إقليم مالقة بجنوب إسبانيا قبل توزيعها بكافة التراب الإسباني وأوروبا. وتمت العملية الأمنية التي أطلق عليها اسم «ثييربا» على مرحلتين حيث تم اعتقال أربعة أشخاص في المرحلة الأولى، أثناء محاولتهم إنزال 120 كلغ من المخدرات من الطائرة قبل انتقالهم إلى مدينة فوينخيرولا وفيليث، بإقليم مالقة، حيث تم حجز 10 كلغ أخرى تابعة لنفس الشبكة. ومازالت التحقيقات الأمنية جارية لتحديد هوية الأعضاء الآخرين وإلقاء القبض على باقي المتورطين. وكانت «المساء» قد نشرت يومين قبل تفكيك الشبكة خبرا حول نزول طائرة في منطقة فحص أنجرة، بين طنجة وتطوان، حيث تسببت في حالة طوارئ أمنية بعد نزولها في إحدى قرى المنطقة قبل بضعة أيام، قام حينها أفراد الدرك بتفتيش عشرات المنازل قرب المنطقة التي نزلت فيها الطائرة ليلا، وعلى الخصوص في قرية «اجْوانب»، بحثا عن ممنوعات يحتمل أن يكون أصحاب الطائرة أخفوها هناك، حيث تم استجواب عدد من السكان لمعرفة ما إن كانت لأحد منهم علاقة بالطائرة «الغامضة». من جهتها لفتت السلطات الأمنية المغربية انتباه نظيرتها الإسبانية بخصوص عمليات اختراق المجال الجوي المغربي من قبل أفراد لهم صلة وثيقة بالتهريب الدولي للمخدرات. كما أثار كل من وزير الداخلية ووزير الشؤون الخارجية والتعاون انتباه نظيريهما الإسبانيين، في اتصال هاتفي، إلى هذه الظاهرة التي تشهد تناميا كبيرا، وإلى الخطورة الأمنية التي تشكلها سواء بالنسبة للمغرب أو بالنسبة لإسبانيا، وكذا ضرورة القيام بعمل صارم ومنسق بين البلدين من أجل وضع حد لها. من جهتها عاينت «المساء» وضع المصالح الأمنية رادارا خاصا لاستشعار اختراق الأجواء المغربية من طرف طائرات خفيفة لتهريب المخدرات براس جبل كدية الطيفور، وهو رادار شبيه بنظام «إيشلون» المعمول به في بريطانيا، حيث تم وضعه على شكل كرة غولف، فوق قمة سفح الجبل، لمنع تسلل الطائرات الخفيفة التي أصبحت تتخذ من قرى وبوادي منطقة تطوان مدرجات لها لشحن المخدرات على وجه السرعة قبل أن تعود إلى التراب الإسباني وخصوصا بمنطقة الأندلس أو «لالينيا» القريبة من صخرة جبل طارق. وسبق لعناصر الدرك الملكي بتطوان أن عثروا ليلة 11/12 من شهر ماي الماضي على طائرة سياحية خفيفة محترقة، بمنطقة فحص المنار، بجماعة صدينا، بتراب عمالة تطوان. إذ رجح الدرك حينها أن يكون أصحاب الطائرة تخلصوا منها بحرقها، بعدما أصيبت بعطل، مشيرا إلى احتمال استعمال الطائرة في تهريب ونقل المخدرات، ما دفع القيادة العليا للدرك الملكي إلى إيفاد عناصر متخصصة في قيادة المروحيات الخفيفة للانتقال إلى تطوان للوقوف على أسباب عدم ضبط رادارات المراقبة دخول الطائرة أجواء مدينة تطوان. وأصبح مهربو المخدرات يلجؤون إلى استعمال الطائرات السياحية أو الخفيفة من هذا النوع الغريب الشبيه بطائرات الهيليكوبتر، بعد تضييق السلطات الأمنية المغربية الخناق عليهم، وسد بعض منافذ التهريب البحري. وكانت السلطات الإسبانية قد اعترضت كذلك منذ شهور طائرة خفيفة في أحد الحقول التابعة لمدينة مادريديخوس، بإقليم طليطلة لدى عودتها من المغرب، حيث كانت تقل على متنها 1300 كلغ من الحشيش. مثلما نبهت الإدارة العامة للأمن والحرس المدني الإسباني إلى ضرورة مراقبة أجوائها بسبب خرقها من طرف أسطول الطائرات الخفيفة المشحونة بالمخدرات المغربية، حيث ضبطت في عدة عمليات خاصة عددا منها أثناء نزولها في مدرجات اصطناعية أقيمت بقرى إسبانية، بعدما تنطلق سالمة من بعض مدرجات المغرب، كعمليتي «كوندور» و«فانيو» اللتين حجزت فيهما 990 كيلوغراما من المخدرات كانت مشحونة على متن طائرتين خفيفتين.