فككت عناصر الحرس المدني الإسباني والشرطة الوطنية شبكة لتهريب المخدرات جوا، حيث اعتقلت، أول أمس، 17 عضوا في هذه الشبكة المتخصصة في تهريب الحشيش من المغرب إلى إسبانيا عن طريق طائرات الهليكوبتر، منتحلين صفة العمل باسم شركة مختصة في إنجاز تحقيقات صحافية والتقاط صور من الجو. وكانت الشبكة تتوفر أيضا على عدة سيارات وشاحنات ومعدات لوجستية، يتم تسخيرها في نقل المخدرات وتوزيعها داخل إسبانيا وخارجها، متخذة من طائرة الهليكوبتر ومن شركة الشحن الدولية غطاء لحجب أنشطتها غير القانونية. وحجزت سلطات مكافحة المخدرات الإسبانية بمدينة مالقة في هذه العملية الأمنية، التي أطلق عليها اسم «روفو»، 2.720 كيلوغراما من الحشيش، وطائرة مروحية، وتسع سيارات ومعدات إلكترونية متطورة و20 ألف أورو نقدا. وأعلنت مصادر إسبانية أن التحقيقات حول هذه الشبكة انطلقت في خريف العام الماضي، بعد اكتشاف دخول كميات مهمة من المخدرات إلى المدينة قبل أن تتوزع على عدد من دول أوربا. واعترضت طائرات الهليكوبتر التابعة للحرس المدني الإسباني وفرقة مكافحة المخدرات طائرة تهريب المخدرات التي كانت بصدد نقل شحنة المخدرات من المغرب إلى إسبانيا. وكانت عناصر الدرك الملكي بتطوان قد عثرت في ليلة 11/12 ماي الماضي على طائرة سياحية خفيفة محترقة، بمنطقة فحص المنار، بجماعة صدينا، بتراب عمالة تطوان. ورجح الدرك حينها أن يكون أصحاب الطائرة تخلصوا منها بحرقها، بعدما أصيبت بعطل، مشيرا إلى احتمال أن تكون الطائرة تستعمل في تهريب ونقل المخدرات، مما أدى بالقيادة العليا للدرك الملكي إلى إيفاد عناصر متخصصة في قيادة المروحيات الخفيفة للانتقال إلى تطوان للوقوف على أسباب عدم ضبط رادارات المراقبة دخول الطائرة أجواء مدينة تطوان. وتعمل القيادة العليا للدرك الملكي على تعيين عناصر درك لتمشيط مناطق معينة بالشريط الساحلي لتطوان ومناطق وادي لاو والجبهة واسطيحات، بواسطة مروحيات من صنف «بيما»، في محاولة منها لكشف بعض المدرجات المختبئة في مرتفعات بعض الجبال يرجح أن تكون أصبحت معاقل لتهريب الحشيش نحو الجنوب الإسباني، بعد أن رصدت تقارير أمنية اقتحام مروحيات أجنبية للأجواء المغربية وتهريب الحشيش نحو إسبانيا. وأصبح مهربو المخدرات يلجؤون إلى استعمال الطائرات السياحية، بعد تضييق السلطات الأمنية المغربية الخناق عليهم وسدها بعض منافذ التهريب البحري. وكانت السلطات الإسبانية قد اعترضت، منذ شهور، طائرة خفيفة في أحد الحقول التابعة لمدينة مادريديخوس، بإقليم طليطلة، لدى عودتها من المغرب، حيث كانت تقل على متنها 1300 كيلوغرام من الحشيش. وأفادت المصادر أن الطائرة الخفيفة تم شراؤها من مديرية الشرطة البريطانية (سكوتلانديارد) منذ بضعة أشهر من طرف مجموعة من مهربي المخدرات بغرض استعمالها في نقل المخدرات. وأوضحت نفس المصادر أن الفرقة الخاصة لمكافحة الجريمة المنظمة بمنطقة كوستا ديل سول، بتنسيق مع الفرقة المركزية لمحاربة المخدرات، كانت تتتبع مسار الشبكة المنظمة التي تعمل على إدخال الحشيش جوا إلى التراب الإسباني، مضيفة أن الطائرة، التي انطلقت من مدينة ألباسيتي فجر يوم السبت، عادت إلى التراب الإسباني بعدما حطت بالمغرب لشحن المخدرات، حيث تم اعتراضها من طرف طائرة عمودية تابعة للشرطة وأخرى للحرس المدني الإسباني وثالثة للمراقبة الجمركية، مما أرغم قائدها، البالغ من العمر 25 سنة، على النزول بأحد الحقول. وسبق للإدارة العامة للأمن والحرس المدني الإسباني أن نبهت إلى ضرورة مراقبة أجوائها بسبب خرقها من طرف أسطول الطائرات الخفيفة المشحونة بالمخدرات المغربية، حيث ضبطت في عدة عمليات خاصة عددا منها أثناء نزولها في مدرجات اصطناعية أقيمت بقرى إسبانية، بعدما تكون قد انطلقت سالمة من بعض مدرجات المغرب، كعمليتي «كوندور» و«فانيو» اللتين حجزت فيهما 990 كيلوغراما من المخدرات كانت مشحونة على متن طائرتين خفيفتين. وأصبحت بعض مناطق وقرى الشمال ذات «المسالك الوعرة» شبه مدرجات سرية لطائرات خفيفة ومروحيات يستخدمها المهربون في نقل المخدرات. كما سبق أن أكدت مصادر أمنية أن عناصر من الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ومصالح الدرك الملكي باشرت تحقيقات موسعة ودقيقة لمعرفة المتورطين الدوليين في عمليات دخول طائرات مشبوهة إلى التراب المغربي وشركائهم المحليين لارتباطهم الوثيق بشبكات التهريب الدولي للمخدرات، نظرا إلى خطورة هذا الملف وما يشكله من تهديد للأمن واختراق للأجواء المغربية عبر طائرات صغيرة، دون أن يتم رصدها من طرف الرادارات وأجهزة المراقبة الجوية، خصوصا في الظرفية الراهنة التي يتخوف فيها المغرب من دخول أسلحة أو عناصر متطرفة. وسبق لمنطقة أمراح بدائرة إسطيحة بإقليم شفشاون أن عرفت حالات مماثلة، كما حدث في الأسبوع الثاني من شهر يناير الماضي عندما حطت طائرة خفيفة بقبيلة بني زيات وأخرسى، وبمنطقة أمراح بجماعة إسطيحة دائرة بواحمد، بشفشاون، حيث كانت المنطقة «خالية من المراقبة الحدودية على الشواطئ الساحلية الشمالية للمملكة»، حسب إفادات شهود عيان، والتي تؤكد أيضا نزول طائرات عمودية على وجه السرعة في مدرجات اصطناعية أخرى لشحن المخدرات قبل الانطلاق في اتجاه إسبانيا أو جبل طارق.